ومن بين العدد البالغ 2,9 مليار نسمة الذين لا يزالون غير متصلين، يعيش ما يقدر بنحو 96 % في البلدان النامية.
وحتى من بين هؤلاء البالغ عددهم 4,9 مليار نسمة والمحسوبين على أنهم «يستخدمون الإنترنت»، فإن مئات الملايين قد لا يحصلون على فرصة للتوصيل بالإنترنت إلا بصورة متقطعة، عن طريق أجهزة مشتركة، أو باستخدام سرعات توصيلية تقوض بشكل ملحوظ من جدوى توصيلاتهم.
وقال أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات، هولين جاو: «سيعمل الاتحاد مع جميع الأطراف للتأكد من أن اللبنات الأساسية في مكانها لتوصيل العدد المتبقي الذي لا يتصل بالإنترنت، ونحن مصممون على ضمان عدم تخلف أحد عن الركب».
أسباب الطفرة ويشير الارتفاع الحاد غير المعتاد في عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت إلى أن التدابير المتخذة أثناء الجائحة - مثل الإغلاق واسع النطاق وإغلاق المدارس، جنبا إلى جنب مع حاجة الناس للنفاذ إلى الأخبار والخدمات الحكومية وآخر المستجدات الصحية والتجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت - ساهمت في حدوث «طفرة في التوصيلية جراء جائحة فيروس كورونا» أدت إلى توصيل ما يقدر بنحو 782 مليون نسمة إضافيين بالإنترنت مقارنة بعام 2019، بزيادة قدرها 17 %.
النمو الأكبر
وعن تأثير تلك النتائج على التنمية المستدامة، تشير طبعة 2021 من تقرير حقائق وأرقام، وهو يمثل نظرة عامة سنوية للاتحاد عن حالة التوصيلية الرقمية في جميع أنحاء العالم، إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت ينمو على مستوى العالم بأكثر من 10 % في السنة الأولى للجائحة - وهي أكبر زيادة سنوية حتى الآن خلال عقد من الزمن.
وقد كان النمو القوي منذ عام 2019 مدفوعا إلى حد كبير بالزيادات في البلدان النامية، حيث ارتفع انتشار الإنترنت بأكثر من 13 %، ففي البلدان البالغ عددها 46 بلدا التي حددتها الأمم المتحدة على أنها أقل البلدان نموا، تجاوز متوسط الزيادة 20 %.
تحديات هائلة
وقالت مديرة مكتب تنمية الاتصالات الذي يشرف على البيانات والأعمال التحليلية بالاتحاد، دورين بوجدان-مارتن: يواجه الكثير من هؤلاء «المستبعدين رقميا» تحديات هائلة بما في ذلك الفقر والأمية ومحدودية الوصول إلى الكهرباء ونقص المهارات الرقمية والوعي، مضيفة: ولسوء الحظ، فإن المجتمعات التي تم تحديدها في خطة عام 2030 على أنها الأكثر عرضة لخطر التخلف عن الركب هي المجتمعات نفسها المتخلفة الآن رقميا عن الركب.
الفقر والجنس
وتضمنت نتائج التقرير الرئيسية أن الفجوة الرقمية بين الجنسين تتقلص عالميا، لكن لا تزال هناك فجوات واسعة في البلدان الأكثر فقرا، موضحة أن 62 % من الرجال يستخدمون الإنترنت في المتوسط مقابل 57 % من النساء.
وأوضحت أنه رغم أن الفجوة الرقمية بين الجنسين تضيق في جميع مناطق العالم وتم القضاء عليها تقريبا في العالم المتقدم (89 % من الرجال و88 % من النساء متصلون بالإنترنت)، فإنه لا تزال هناك فجوات واسعة في أقل البلدان نموا (31 % من الرجال مقارنة بنسبة 19 % فقط من النساء) وفي البلدان النامية غير الساحلية (38 % من الرجال مقابل 27 % من النساء)، مشيرا إلى أنه لا تزال الفجوة بين الجنسين واضحة بشكل خاص في أفريقيا (35 % من الرجال مقابل 24 % من النساء) والدول العربية (68 % من الرجال مقابل 56 % من النساء).
فجوة الأجيال
كما تضمنت نتائج تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات أنه لا تزال الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، رغم أنها أقل حدة في البلدان المتقدمة، تمثل تحديا كبيرا للتوصيلية الرقمية في بقية العالم، موضحة أن متوسط عدد مستخدمي الإنترنت في المناطق الحضرية يقدر بنحو 76 % في المناطق الحضرية مقابل 39 % في المناطق الريفية، مشيرة إلى أنه بشأن الفجوة بين الأجيال، فإنه في المتوسط يستخدم 71 % من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما الإنترنت، مقارنة بنسبة 57 % من جميع الفئات العمرية الأخرى.
وأضاف التقرير أن هذه الفجوة بين الأجيال، تظهر بشكل أوضح في أقل البلدان نموا، حيث تبلغ نسبة الموصولين من الشباب 34 %، مقارنة بنسبة 22 % فقط من بقية السكان.