لقد أشار العلماء «دوفي وشيرمان ورهلر» إلى أن الفهم القرائي يُمكن تعريفه في إطار ثلاث مناحي: الفهم باعتباره عملية تحصيل معلومات من النص، والفهم باعتباره عملية تأمل وفحص في النص، والفهم باعتباره عملية تقييم وحكم على النص، فهذه العمليات الثلاث مُهمة للغالية لوعي القارئ بنص إعلان الوظائف أو غيرها ويكون قادرا على تحديد واتخاذ القرار المُناسب حول التقدم للوظيفة من عدمه.
فسوق العمل يُواجه تحديات كبيرة في الطلب على التوظيف لتوطين العديد من المهن وسعودتها إلا أنه يصطدم بواقع عدم قدرة المُتقدمين من الذكور والإناث على التمييز للمناسبة من عدمه، فطالب العمل يبحث عن تفصيل ثوب المهنة على مقاسه وظروفه ويطلب من جهات العمل تغيير أنظمتها وبرامجها من أجل لبس ثوبها، في حين أن العكس هو الصحيح، فطالب العمل هو الذي ينبغي عليه أن يُناسب نفسه على مقاس أي مهنة ويتوافق مع طبيعتها ووقتها ومهارتها وبذل أقصى درجات الجهد والتضحية في رفع كفاءة إنتاجها.
إن قراءة نص إعلان وظيفة يحتاج إلى مهارة عالية الدقة في الفهم القرائي لمعرفة معنى كل كلمة في الإعلان وإدراك المعلومات التي يحملها وفهم العلاقات التي بينها من أجل الوصول إلى اتخاذ قرار حول التقدم على طلب الالتحاق بها من عدمه، بعد التثبت من طالب المهنة أنه قادر على التمييز بين سَراب إعلانات الوظائف التي لا جدوى من أمل السعي وراءها وفشل القبول فيها، وحقيقة ماء الإمكانيات والمهارات الشخصية التي يتمتع بها وتُناسب طبيعة سوق العمل وتُلبي احتياج مُؤسسات وشركات العمل أولا.
[email protected]