تبرع هذه الحسابات في التعبير عمّا ترغب في إيصاله للمتابعين من خلال شخصيات التقطت لهم صور أمام جدران أو ممرات أو حواري أو حديقة أو استوديو أو رحلة برية أوعلى شاطئ البحر أوملعب ترابي.
خالية من الزخارف أو بمعنى أصح مذكراً إيانا بموقعها الجغرافي وتاريخها الزمني دون تجميل، يبحثون عن صور من أهملتهم الحياة والظروف ولَم يتبقَ لهم إلا هذه الصورة لعل البعض يتذكرهم بدعوة حياً كان أو توفاه الله.
هي حسابات أشبه بوثيقة (فنية - بصرية) تحاولُ سردَ تلك المرحلة في تاريخ تلك المُدن والقُرى الاجتماعي والاقتصادي بل وحتى السياسي، الفترة التاريخية التي تتناولها هذه الحسابات والصور، هي فترةٌ نادراً ما تم رصد متغيراتها بدقة، أو إعادة تحليل التجربة وظروف المرحلة التاريخية السابقة لمن تزين الحساب بصورهم.
وعبر استعمال وسيط الصورة الفوتوغرافية، محاولة لا تقتصر على الجانب (التاريخي- الفني) القادر على النُطق، بل تقديم مقاربة اجتماعية للواقع وأبنائه في تلك الفترة، وللمتغيرات المناخية والسكانية والتي شكلت التاريخ من الماضي إلى الحاضر المعاش. قد يراها البعض مُجرد حسابات تضع صوراً قديمة لتفاصيل أشخاص لا يعرفهم!.
لا.. لا.. هي أبعد من ذلك بكثير لمن يذهب للعمق بعيداً عن المشاهدة السطحية العابرة، هي حسابات توثيقية مُهمة جِداً لفترة لم نعش أغلبها ولا ظروفها وصولاً إلى (التحديث والتطوير) والبُنى التحتية الجديدة، لذا أعتقد -وحسب قراءاتي المتواضعة- أنها تحمل قيمة سردية عالية، ومن المتعة للمُتلقي -إذا ما أراد- أن يستخرج منها المعاني العميقة في ذلك الزمن.
نحن أمام استدلال ناجع لكثافة بصرية داخل كُل (صورة – تغريدة) تجعل عينَ المتلقي تستدرك المشهد، حيال صُور تروي فكرةً تستطيع أن تُخرِج منها ما أمكنك أكثر من معنى ابحثوا عنها وستجدون أنكم ستتوقفون كثيرًا عندها!.
محطة أخيرة:
«ترى بعـض الصور قصـة
وكثير من الصـور تذكار
يغطي هالـحزن نصه
وباقيها يشيل
أسرار»!
@HF_Subaie