- لن يؤدي الموظف، الذي أفوّضه مثل ما أؤدي!
أكيد لن يؤدي مثل ما تؤدي لأنه ليس أنت!
أيضاً بعض الأمهات تشتكي من بيتها وبنتها، ولكن لا تفوّض بعض مهامها للبنت أو البنات، لماذا؟!
لأنها ترى أن جيل اليوم لن يكنّ مثل جيلها، «أنا عندما كنت في عمرها كنت أقوم ببيت أهلي لوحدي»، والآن اعتماد كامل على الشغالة، وأكل على السرير، وسيارات المطاعم تكاد تتصادم عند الباب!
كلامك صحيح عزيزتي، ومَن الذي ينكر أن الوضع لم يعد كما كان، ولكن ما الحل؟!
لا بد من التفويض، ومن ثم التدرب، واستقبال الحياة ببعض المهارات إن لم يكن كلها، أما اللطم والعويل على اللبن المسكوب والزمن الفائت فلن يحقق شيئاً!
في تاريخنا العظيم قصة ذكرها ابن عبد ربه في كتابه الفريد (العقد الفريد) عن الصحابي الجليل والداهية الكبير معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- تقول: جاشت الروم وغزت المسلمين براً وبحراً، فاستعمل معاوية على الصائفة عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، فلما كتب له عهده قال: ما أنت صانع بعهدي؟ قال: أتخذه إماما لا أعصيه، قال: أردد عليّ عهدي، ثم بعث إلى سفيان بن عوف الغامديّ فكتب له عهده، ثم قال له: ما أنت صانع بعهدي؟ قال: أتخذه إماما أمام الحزم، فإن خالفه خالفته، فقال معاوية: هذا الذي لا يكفكف من عجلة، ولا يدفع في ظهره من خور، ولا يضرب على الأمور ضرب الجمل الثفال -البطيء-.
نحتاج موظفاً وابناً وبنتاً لا يكفكف من عجلة، ولا يدفع ظهره من خور، ولا يضرب على الأمور ضرب الجمل البطيء، الذي لا يكاد يتحرك، وقبل ذلك نحتاج مَن يثق بقدراته فيعطيه ويدعمه ويوجهه، أما «الشور شورك يا يبه، والرأي رأيك يا يبه»، فهي جميلة جداً ومغرية، ولكنها لم تعد موجودة، وإن وجدت فلا تتناسب مع هذا العصر، الذي يحتاج إلى مهارات وقدرة على اتخاذ القرار، فلا يستطيع شخص في ضوء التعقيد الحاصل أن يتخذ جميع القرارات سواء في المؤسسة العامة أو مؤسسة البيت.
@shlash2020