* إذا تخلى الناس عن خلق النزاهة، حل الفساد في المجتمعات، وضيعت الأمانات، ونهبت الخيرات، فالفساد يعصف بالقيم الأخلاقية، القائمة على الصدق والأمانة، وينشر الكذب والخيانة، فالفساد يجعل المصالح الشخصية، هي التي تتحكم في القرارات، فتتعثر المشاريع، ويضعف الإنتاج، ويتدنى مستوى الخدمات العامة ويعزز العصبية المقيتة، فالفساد داء عضال إذا استشرى بأمة، أطاح بأركان نهضتها، وكان سببًا كبيرًا في فشل تنميتها، وضياع مقدراتها، وإهدار مواردها، بسبب اختلال ميزان العدل فيها، فالنزاهة والعدل، أصل كل خير، والفساد والظلم، أصل لكل شر، وعليه كانت مكافحة الفساد أحد أهم الركائز الأساسية، التي تقوم عليها نهضة الأمم.
* ما ذكره إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي في خطبة الجمعة، التي ألقاها يوم أمس بالمسجد الحرام، أنه من مقاصد الشريعة الكبرى، بل من الضروريات العظمى، المحافظة على الأموال، التي تقوم بها مصالح العباد، كذلك ما أشار إليه فضيلته بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن أبواب الفساد المالي، فمنع مَن تولى عملا للمسلمين، أن يستغل وظيفته، لمصالحه الشخصية، ووضع -صلى الله عليه وسلم-، قواعد وضمانات، لحماية المال العام،
أيضاً ما أفاد به إمام المسجد الحرام أن الأخذ من المال العام بغير حق، ظلم عظيم، يهوي بالمجتمع إلى فساد عريض، وهو جريمة في الشرع المطهر، وخيانة لولي الأمر، وكذلك مَن استرعاه ولي الأمر على عمل، فلا يحل له أن يأخذ فوق حقه، فما أخذ فوق حقه فهو غلول، يغل يد صاحبه يوم القيامة، ولو كان شيئا يسيرا.. جميع ما سبق يبين لنا لماذا جاءت مكافحة الفساد كإحدى أولويات رؤية 2030 ولأجلها تبذل حكومة المملكة العربية السعودية الجهود المستديمة في سبيل محاربة هذه الآفة وضبط مرتكبها كائنا مَن كان فلا حصانة لفاسد ولا مكان للفاسدين.
* التعاون مع أجهزة الدولة، المعنية بالرقابة والنزاهة، هو واجب وطني، فكما أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين «يحفظهما الله» باتت مثالا رائدا يحتذى به، في محاربة الفساد بكل صوره وأشكاله، فإنه قد بات حريا على كل مواطن القيام بدوره المسؤول في الإسهام بالإبلاغ عن الفساد وعدم التعاون أو التهاون مع الفاسدين، لتستديم مسيرة التنمية والعطاء.