وأن جمجمتك تحمل كثيرا من العوالم المدهشة، التي يضمها الدماغ البشري؟
وأن مئات من الخلايا لا يتم استخدامها لأنه وببساطة يتم تدريبنا على التلقين والحفظ «لكن هل يحق لأي كائن أن يصادر حقك في التفكير وكيف؟
إذا ما أردنا تعريف العنف الفكري هو مرحلة متقدمة من مراحل التطرف الفكري، حيث تتحول الأفكار إلى سلوك وعرّفته منظمة الصحة العالمية بأنه «الاستعمال المتعمد للقوة أو القدرة سواء بالتهديد أو الاستعمال المادي الحقيقي ضد الذات أو ضد آخر أو ضد مجموعة أو ضد المجتمع، بحيث يؤدي إلى إصابة أو موت أو إصابة نفسية أو سوء النماء أو الحرمان»، وعليه فجميع الممارسات المجتمعية أو الدينية أو الفكرية تندرج تحت هذا التعريف ولطالما تم قمع أو تأليب رأي حول مجموعة أو شخص لمجرد أنهم لا يتفقون معه بكل السبل الممكنة المشروعة واللامشروعة.
إذن العنف الفكري هو استخدام القوة الناتجة عن أفكار سابقة متطرفة تخدم أفكارا ومشاريع فئوية، ولك أن تتخيل أيضا أنه يتم استخدام القدرة المعرفية بقصد الإيذاء أو فرض الآراء أو الإكراه على فعل ما.
وفي هذا السياق، لن أنسى مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في خطاب له «أنه لا مكان بيننا لمتطرف ولا لمنحل»، وكلمة سمو ولي العهد خلال جلسة نقاشية على هامش مبادرة الاستثمار «نحن نعود إلى الإسلام الوسطي المنفتح على جميع الأديان، ولن نضيع ثلاثين سنة في التعامل مع أفكار متطرفة سنعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح ووعد بالقضاء على بقايا التطرف وتدميره».
نعم السعودية بدأت في خلق حصانة للشباب ضد أفكار وثقافة التطرف، رأينا ذلك جليا وواضحا وخير مثال على ذلك إدخال الفلسفة، التي هي طابع حواري وتعتمد على الجدل والنقاش، وسوف تساهم في الارتقاء بعقول شبابنا إذا ما تم تقديمها في إطار ممتع ومحبب.
أخيرا أدعو المؤسسات التعليمية إلى البحث عن مؤشرات التطرف، وهي عملية وقائية فعالة للقضاء على التطرف الفكري، خاصة بداية التنشئة واقتلاعها من جذورها، أيضا إجراء اختبار أنماط الشخصية والميول للعنف لكل طفل، وأن يكون لكل طفل ملف نفسي وفكري لمعرفة مواطن الخطر وتتبعه حتى يصل لمراحل متقدمة في الدراسة.
يقول غاليليو غاليي: «أنا لا أشعر بأنني ملزم للاعتقاد بأن نفس الله، الذي وهب لنا الشعور والعقل والفكر أرادنا أن نتخلى عن استخدامها»، وأنا مثلك يا غاليليو.
@raedaahmedrr