وحدث ولا حرج عن فضائح البيوت والأنساب، ففلانة أنجبت أطفالها بدون زواج، وعلانة تقع بالحب، ووو (إسكت يا لساني).
والمحزن بالأمر، ما أن تبدأ بتصفح أي موقعٍ لتقرأ شيئاً مفيداً إلا وتجتاحك إحدى الزوابع لتدمر حجرات دماغك العميقة، ليجف، وتبدأ نوبات الصداع، حتى تكره نفسك وتترك هاتفك مطلقاً أنواع السباب لمَن ينشر تلك التفاهة.
قررت منذ فترة أن أستسلم لبعض الزوابع، وأبدأ بمشاهدة تلك المحتويات التافهة يومياً بشكل مستمر، فكنتُ أتابع التطورات الحاصلة التي تظهر أمامي، حتى وجدت نفسي وبدون وعي أبحث بنفسي عنها، لأعرف الجديد والحصري، ثم تطورت الحالة وبدأت أتناقش مع الصديقات والزميلات وأضع رأيي في القصة لينتهي يومي بالكثير من ضياع الوقت والجهد وقلة الإنجاز.
حينها تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن المواظبة على مشاهدة المواضيع التافهة تتحول بعدها لإدمان مميت، ويصبح الأمر كتأثير المخدرات، التي تغزو جسمك لتدمره ولا تستطيع الإقلاع عنها بسهولة.
والسؤال هنا.. لماذا نقحم رغماً عن أنوفنا في تصفح هذا المحتوى حتى إن كنَّا لا نرغبه، حتى نصبح مدمنين رغماً عنا!! ما الذنب الذي اقترفناه؟!
لكن لو جلسنا جلسة صادقة مع أنفسنا وسألناها.. مَن أوصل هؤلاء التافهين إلى الشهرة حتى ترتفع مشاهداتهم بالملايين؟!! مَن يشارك وينشر ذلك المحتوى الرديء؟!
ألسنا نحن مَن فعل ذلك؟!
هل فعلاً الملايين منا تافهين ويجذبهم هذا النوع من المحتوى؟! أم أنه الفضول القاتل، الذي جعلهم مدمنين رغماً عنهم؟
لماذا تتسابق القنوات الفضائية لعمل مقابلات معهم، وكأنهم مخترعون جهابذة؟!
برأيي الحل الناجع هو الإبلاغ عن كل محتوى سيئ تافه مناف للأخلاق حتى يتم حذفه من المواقع، هذا بالإضافة إلى عدم متابعة تلك الحسابات بتاتاً ولا البرامج الداعمة لها، فشهرتهم مبنية علينا، فلو فعل كل عاقل منا ذلك لاندثرت تلك التوافه بالظهور شيئاً فشيئاً.
لفتة لك عزيزي القارئ: لا تسمح لأي موقع أو محتوى أن يجعلك مدمناً متعفن الدماغ.. واجه.. ابلغ.. احظر.. التافهين مروجي مخدرات السوشيال ميديا.
@nadamonshi