DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التعايش المجتمعي.. 10 ركائز للخروج من «التلقين» إلى صناعة النموذج

الاختلافات القبلية أصعب من «الدينية».. و«الشرقية» الأكثر تسامحا

التعايش المجتمعي.. 10 ركائز للخروج من «التلقين» إلى صناعة النموذج
قدمت المملكة نموذجا رائدا، في إرساء مبدأ التعايش والحفاظ على النسيج المجتمعي وتعزيز ثقافة الحوار، واحترام الاختلاف والتنوع، وحماية الوحدة الوطنية، من خلال الشراكات المتعلقة بملف التعايش السلمي محليا ودوليا، إضافة إلى دعم مؤسسات الحوار الوطني، ومتابعة قياس الأثر، أولا بأول، مع التركيز على صنع منصات فاعلة لمواجهة تحديات الحوار، كالتعصب القبلي وغيره.
وخلال «ندوة اليوم»، بحضور مدير فرع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمنطقة الشرقية د. خالد البديوي، وعدد من كتّاب الصحيفة، أكد المشاركون أهمية الخروج بالقضية من «التلقين»، إلى صناعة نموذج حي وغير مباشر، يبدأ مع الطفل بـ«المخيلة» وليس بمجرد سرد المعلومات.
فيما أوضح مدير فرع مركز الملك عبدالعزيز بالمنطقة أنّ «الشرقية» من أفضل مناطق المملكة في التعايش المجتمعي، وفقاً لدراسة نشرها المركز 1439هـ، مشيرا إلى أهمية معرفة مرحلة السلام التي نعيشها حاليا، بعيدًا عن «المثالية» من أجل وضع خطط لتحقيق مستويات أفضل.
وقال إن البناء الفكري يبدأ من سن 18 - 24 عاما، وبعد ذلك تبدأ مرحلة جمود الأفكار، التي تبناها الشخص في الفترة السابقة من حياته، مؤكداً مسؤولية أساتذة الجامعات باعتبارهم شركاء في تعزيز السلام المجتمعي وضرورة قياسهم لمرحلة قناعات التسامح لدى الشباب، عبر الحوار المباشر والأساليب المقنعة والقدرة على قراءة الأفكار ونسبة تقبلهم من عدمها، إضافة إلى إعداد المدرب المتمكن في نقل وغرس قيم السلام المجتمعي، مشيراً إلى أن أساليب إقناع الأفراد هذه الفترة لا سيما الشباب تختلف عن الأساليب، التي كانت متبعة قبل 10 سنوات.
تعزيز قيم الحوار بصفوف الدراسة
استشهد الكاتب الصحفي د. عبدالوهاب القحطاني بقصص من الميدان التعليمي، منها قصة لأحد طلابه وعدم رغبته في العمل مع طالب آخر لخلافات شخصية بينهما، موضحا أنه استطاع حل ذلك عبر تأكيده للطالب بضرورة حل جميع الخلافات الشخصية قبل الدراسة والتسامح مع جميع أطياف المجتمع والحرص على تعزيز قيم التسامح المجتمعي وحلها من خلال صفوف الدراسة. وأكد القحطاني أهمية دور أساتذة الجامعة لتعزيز تلك القيم، مضيفاً إنه أصبح لديه في كل فصل تعليمي مجموعات من كل الطوائف والاختلافات يعملون جنبا إلى جنب.
كسر حاجز القطيعة والتراكمات النفسية
أكدت الكاتبة الصحفية د. نورة الهديب أهمية تعزيز التسامح لدى الأطفال، وترسيخ فكرة أنّ الاختلاف لا يعني الخلاف. ودعت إلى تعزيز التبادل التجاري وتشجيعه بين الفئات الاجتماعية من أجل كسر أي قطيعة أو تراكمات نفسية زرعتها الشكوك لدى البعض بسبب الفهم الخاطئ للتاريخ وسوء الظن بالآخر. وشددت على أهمية غرس مفاهيم التسامح والتعايش في الشخص منذ الطفولة، باعتبارها المرحلة الأهم، التي تؤسس لمفهوم حياتي كامل للإنسان، وتوجه فكره وآراءه مستقبلا.
الإعلامي شريك أساسي في الرسالة
أوضح الكاتب الصحفي د. شلاش الضبعان أن فكرة التعايش بين أطياف المجتمع، موجودة منذ القدم، ونحتاج فقط لتذكير الأفراد بها، ووضع الأسس العامة التي تدعم قيم التسامح، متسائلا عن دور مركز الحوار الوطني في المنطقة الشرقية وسبب غيابه عن المشهد الإعلامي طوال الفترات الماضية، وأضاف: أنا ككاتب صحفي لا أعلم حتى موقع المركز ودوره.
وأوضح أن أولى خطوات التصحيح هو هذه الندوة، التي تعقد بحضور مدير فرع مركز الحوار الوطني بالمنطقة، متمنيا أن تستمر خطوات التفاعل مع المجتمع مع ضرورة التواصل مع جميع وسائل الإعلام.
وشدد على أهمية العلاقة بين الإعلام وعمل المركز، إذ إن وسائل الإعلام المختلفة يمكنها مضاعفة تأثير عمل المركز من ألف شخص، إلى 10 ملايين.
وتساءل عن سبب وجود المركز وحصر أنشطته في الدمام فقط دون غيرها، وامتداد تواصله مع جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، دون جامعتي الملك فيصل وحفر الباطن، إذ إن المنطقة الشرقية ليست فقط الدمام.
وشدد على ضرورة وصول المركز للمؤسسات بمختلف أطيافها، وعدم حصره على أكاديميين ومتخصصين فقط.
قل القصة ودع الآخر يكملها
قال الكاتب الصحفي صالح حنيتم إنه لا جدوى من طرق التلقين والشعارات التقليدية ذات الصدى اللحظي، بل يجب علينا سرد القصص وترك العقل الباطن يتفاعل معها ليتخيل القصة ويكملها عمليًا في حياته، وهذا شيء تعلمناه في عدد من الدورات، التي يقيمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
واستدل حنيتم بقصة نجاح أرامكو في رسم أجمل صورة للتسامح والانتماء من خلال الترابط بين موظفيها حتى بعد تركهم للعمل في الشركة، مشيراً إلى أن العقل البشري عندما يفكر يبدع، وعندما يبدأ في الاتجاه نحو المشاعر القبلية تتحول النتائج إلى سلبيات تتجاوز خطورتها القنابل في الحروب.
وحث حنيتم على أهمية التعايش بالتجربة والواقع، لأنها هي التي ترسخ في ذهن الشاب، وليس مجرد التلقين.
تطوير آليات التواصل مع المجتمع
بيّن الكاتب الصحفي عبدالرحمن السليمان، أن هناك غيابا إعلاميا واضحا، بشأن عمل مركز الحوار الوطني، وفروعه على مستوى المملكة. وأشار إلى عدم وصول نتائج أو أهداف المركز للجميع، وهو ما يحتم تطوير آلية التواصل مع المجتمع، مشيراً إلى أنه لأول مرة يعرف بوجود فرع للمركز في المنطقة الشرقية.
وشدد على أهمية التواصل الفعال مع جميع المؤسسات وأطياف المجتمع، من خلال تفعيل الشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة وتكثيف فرص التواصل المجتمعي، للوصول إلى الأهداف المرجوة.
طرق فاعلة لمواجهة التعصب الرياضي
ذكر الكاتب الصحفي خالد الشنيبر أن الحديث بشكل مكثف عن الطلبة وأساتذة الجامعة بينما نحن نتساءل عن دور المركز في متابعة ما يدور في المجال الرياضي سواء من إعلاميين أو متابعين، وكيفية مواجهة التعصب في هذا الميدان، مشيرا إلى أن التعصب الرياضي قد يكون بذرة للاحتقان وعدم قبول الآخر في مجالات أخرى.
وأكد أيضا أهمية دور المركز في تهيئة الشباب السعودي القادم من خارج المملكة، الذي يأتي متشبعا بثقافات أخرى، متسائلا عن دور المركز في تأهيل هؤلاء الشباب ومواجهة ما يسمى بـ«الصدمة الثقافية»، سواء في سوق العمل أو غيره.
البناء الفكري للفرد يبدأ من 18 - 24 عاما
قال مدير فرع مركز الحوار الوطني بالمنطقة الشرقية د. خالد البديوي إن أحد أهداف المركز الإستراتيجية، هو جعل المنطقة الشرقية، نموذجاً للتعايش المجتمعي، مشيرا إلى أن برنامج نسيج يستهدف تعزيز التعايش المجتمعي، وترسيخ ثقافة التسامح، ورفع مستوى الوعي المجتمعي لدى الشباب والفتيات، وتعزيز المشتركات الوطنية وتفعيل دورها لتحقيق التلاحم الوطني المنشود، مشيرا إلى أن الاختلافات العصبية القبلية كانت هي الأكثر صعوبة من «الدينية».
وأوضح أنّ المنطقة الشرقية من أفضل مناطق المملكة في تقبل التعايش المجتمعي وفقاً لدراسة نشرها المركز 1439هـ، مشيرا إلى أن البرنامج منذ انطلاقته في عام 1437هـ شارك فيه أكثر من 54 ألف مواطن ومواطنة في المنطقة الشرقية، من خلال 1365 دورة، و908 أعمال تطوعية، مشيرا إلى أنّ المركز نجح مع مؤسسات تعليمية بالمنطقة في دمج البرنامج ضمن الخطط والمناهج الدراسية.
قياس الأثر
وأوضح البديوي أن قياس أثر البرنامج على المستفيدين، أصعب مرحلة في جميع الخطوات، لا سيما التي تتصل بغرس القيم، إذ تحتاج إلى دراسات ممتدة لسنوات عدة، مؤكدا أنّ مؤشرات الدراسات والاستبانات أظهرت نتائج مشجعة جداً على مواصلة البرنامج.
وقال البديوي إنّ برنامج بناء السلام المجتمعي، أهم برامج الفرع، لأنه يستهدف الأكاديميين والكوادر التربوية والإعلامية في المجتمع، من أجل تحويلهم إلى شركاء دائمين في حماية نسيجنا الوطني، وقد استفاد من البرنامج 703 أشخاص في الشرقية.
وأضاف د. البديوي إن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تأسس عام 2003م في لحظة إقليمية صعبة، وكان قراراً تاريخيا استباقياً، استشرفت خلاله قيادتنا ما سيحدث إقليمياَ، فجاء تأسيس المركز من أجل حماية نسيجنا المجتمعي، وقد رأينا كيف سقطت بعض الدول العربية من خلال إحداث صراعات داخلية عنيفة ومدمرة.
مرحلة القناعات
وأكد د. البديوي أن البناء الفكري يبدأ من سن 18 - 24 عاما، وبعد ذلك تبدأ مرحلة جمود الأفكار، التي تبناها في الفترة السابقة من حياته، مؤكداً مسؤولية أساتذة الجامعات باعتبارهم شركاء في تعزيز السلام المجتمعي وضرورة استشعارهم لمرحلة قناعات التسامح لدى الشباب، عبر الحوار المباشر والأساليب المقنعة والقدرة على قراءة الأفكار ونسبة تقبلهم من عدمها، وهذا يؤكد أهمية إعداد المدرب المتمكن في نقل وغرس قيم السلام المجتمعي، مشيراً إلى أن أساليب إقناع الأفراد هذه الفترة، لا سيما الشباب تختلف عن الأساليب التي كانت مناسبة قبل 10 سنوات.
ثقافة السلام
وقال إنّ تعزيز السلام المجتمعي يعني تعزيز التعاون بين فئات المجتمع في بناء وطنهم، كما أن نشر ثقافة السلام تعني قناعة المجتمع بعدم تبرير الظلم أو العدوان لأي فئة أو منطقة، وأنّ أمن الجميع واحد، واقتصاد الجميع واحد، مشيرا إلى أهمية معرفة مرحلة السلام، التي نعيشها بعيدًا عن المثالية من أجل وضع خطط لتحقيق مستويات أفضل.
مشاركة الإعلاموردا على المشاركين في الندوة حول التواصل مع الإعلام، ذكر د. البديوي أن مركز الحوار الوطني مؤسسة لها تجربة كغيرها من المؤسسات، وتسعى جاهدة للنجاح، مشيراً إلى أن المؤسسات المشابهة للمركز في العالم، تركز على التأثير أولاً، لأنها إذا اهتمت بالإعلام فستقع في فخ تضخيم النتائج، كما أنّ السبق الإعلامي في الكشف عن خطط تتعلق بتغيير أنماط التطرف والتعصب قد يؤدي إلى حالة مناعة ورفض مبكر لدى الفئة المستهدفة، لاسيما في الفترات التي يسود فيها التعصب، وبالتالي تبدأ محاربة العمل المقدم قبل البدء فيه.
وأضاف إن بدايات الفرع قبل 10 أعوام تختلف عنها الآن، من حيث التحديات ومستوى تقبل أفكار التعايش، ولذا يحرص الفرع على التواصل مع الإعلام بالقدر الذي يخدم التأثير.
وأشار د. البديوي إلى أن مركز الحوار الوطني مؤسسة مستقلة، ويقوم المركز على موارده الخاصة، وهو أمر قد يمثل صعوبة في التوسع، مضيفاً إن المركز لديه فرعان أحدهما في المنطقة الشرقية والآخر في نجران، وجارٍ العمل على افتتاح مركز في الغربية بينما بقية مناطق المملكة هي مكاتب إشراف.
وبيّن أنّ جائحة كورونا عطلت بعض خطط الفرع في التوسع بالعمل مع جهات جامعية في المنطقة الشرقية، مثل جامعتي الملك فيصل وحفر الباطن خلال العامين.
التجارب الوطنية
وأوضح د. البديوي أنهم يعتمدون في عملهم على القصة وسرد التجارب الوطنية مثلا قصة نجاح أرامكو في التوظيف، وعدم حصر موظفيها على فئة معينة، مشيرا إلى أنّ التنوع في أرامكو نموذج للتعايش والتعاون المشترك، الذي استفاد منه الجميع.
برنامج الابتعاث
وذكر د. البديوي أن برنامج الابتعاث ساهم في إثراء بلادنا بعلوم وتعزيز انفتاح الجيل الشاب على العالم، مشيراً إلى أن عدم حصول بعض الخريجين عموماً على وظائف، مسألة اقتصادية لا تنعكس على قناعتهم بأهمية الحفاظ على المكتسبات ومنها الاستقرار والتعايش بل تبقى في إطارها الخاص بها. وقال إن مركز الحوار الوطني سبق أن شارك في الإعداد والتنظيم لملتقى الحوار الاجتماعي، الذي تنظمه وزارة الموارد البشرية، والذي يسعى لحل المشاكل العالقة بين رجال الأعمال وفئة العاملين.
تطبيق النظام
وبشأن التعصب الرياضي، بيّن د. البديوي أن المركز له مبادرة مع وزارة الرياضة من أجل معالجة مظاهر التعصب وبيان خطورته، لكن يظل النظام وتطبيق العقوبات هما الأهم لإيقاف أسباب التعصب ومظاهره.
«عاملان» لدعم مفاهيم التسامح
قال الكاتب الصحفي محمد الحرز، إنه ينبغي التعامل مع الطفل بالمخيلة وليست بالمعلومات، لأن مسائل التسامح والاختلاف، لا يدركها الطفل، بل يجب إعطاؤه قصة ينجذب معها سردياً، وبالتالي تترسخ لديه مسألة التسامح بشكل غير مباشر.
وأشار إلى وجود عاملين رئيسين لصنع فكرة التعايش، وهما الشراكات الاقتصادية بين الطوائف، وكذلك التزاوج الذي يلغي الكثير من التطرف والاحتقان بين أفراد المجتمع، ويؤسس لمرحلة تعايش جديدة تهدف لحماية النسيج الوطني.
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الشرقية
افتتح في 2011م
54 ألف مستفيد
1365 دورة
873 عملا تطوعيا في 1441هـ
908 أعمال تطوعية في 1442هـ
703 مشاركين ببرنامج بناء السلام المجتمعي
التوصيات
1 - غرس التعايش في نفوس الأطفال بشكل غير مباشر.
2 - فتح فروع لمراكز الحوار بمختلف المناطق.
3 - تعميم تجربة «أرامكو» في دعم اللحمة الوطنية.
4 - شراكة مع المؤسسات كافة وعدم الاقتصار على الميدان التعليمي.
5 - عدم حصر التواصل على الأكاديميين فقط.
6 - دعم الشراكات الاقتصادية.
7 - تكثيف التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.
8 - تعزيز دور التعليم في نشر قيم التسامح.
9 - قياس مستمر للأثر وعلاج الثغرات.
10 - مبادرات لمواجهة التعصب في الميدان الرياضي.
القيم
1 - التسامح
قبول الاختلاف واحترام حق الآخرين في الاختيار وتشجيع التعايش.
2 - المشاركة
الحرص على مشاركة جميع فئات المجتمع في أنشطة المركز وتحقيق أهدافه.
3 - الشفافية
العمل بشفافية ومصداقية مع جميع فئات ومختلف الآراء والتوجهات.
4 - الحياد
البقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف وعدم التحيز لفئة أو توجه.
5 - المبادرة
الاستباقية في طرح ومناقشة القضايا الوطنية «الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربوية».