جولة خليجية قام بها سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي تكتسب أهمية بالغة على الأصعدة كافة، وتحكمها أواصر الإخوة، وتسندها التنمية الطموحة لمختلف القطاعات والجوانب، ترسيخًا لمبادئ حسن الجوار ووصولًا إلى مستقبل عنوانه التضامن والتفاهم والثقة المشتركة لتحقيق الأهداف.
الجولة الخليجية، التي بدأها الأمير محمد بن سلمان بزيارة تاريخية إلى عُمان واختتمها بالكويت تناولت كل المجالات ورفع وتيرة التعاون، ومنها الأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والاتصالات بين دول المجلس، ونتج عنها توقيع اتفاقيات في العديد من المجالات إضافة إلى افتتاح أول منفذ حدودي بري مباشر بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، وهو منفذ الربع الخالي، الذي من شأنه أن يقلل من وقت السفر بشكل كبير، كما أنه يعتبر منفذا بريا حيويا للحركة التجارية بين البلدين، إضافة إلى أن الجولة ستعمل عبر فتح آفاق جديدة للعمل الخليجي المشترك مع بعض دول الإقليم وتوحيد المواقف تجاه الأخطار، التي تهدد دول وشعوب المنطقة. لكن الأهمية البالغة في جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هي التأكيد على عمق العلاقات الأخوية، التي تربط دول الخليج وشعوبها، وتعزيز للعمل المشترك بينها لتحقيق خطط التطوير المستقبلية الطموحة، وتعبر عن رؤية سعودية واضحة نحو التكامل في منطقة الخليج العربي، والتي تقوم على أسس راسخة من التاريخ والمصير المشتركين، وهي علاقات تزدهر وتمتد.
العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي اتسمت بالتعاون في مجالات حياتية ومعاشية عديدة منذ تأسيس المجلس في مطلع الثمانينيات الميلادية، هذا بالإضافة إلى الاحترام المتبادل بين قيادات دوله، والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وما يجمع بين أبناء شعوبه من وشائج الإخاء والمحبة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي الفريد.
@alsyfean