ويتهم الاتحاد الأوروبي روسيا البيضاء بجلبهم جوا لأراضيها ثم دفعهم لدخول بولندا وليتوانيا ولاتفيا؛ ردا على العقوبات التي يفرضها التكتل على مينسك بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وأفادت منظمات إنسانية بأن الطفلة العراقية، واسمها إيلين، انفصلت عن والديها بعد أن اخترقا الحدود إلى بولندا ليل الإثنين.
وأوضحت المنظمات أن الوالدين سلما طفلتهما لمهاجر آخر حين اقترب حرس الحدود البولندي منهما ودفعهما مجددا إلى روسيا البيضاء وأن الفتاة شوهدت آخر مرة بصحبة ذلك المهاجر قرب قرية نوي دور الحدودية البولندية.
وقالت كاسيا كوسيسزا، من منظمة أُسر بلا حدود الخيرية: «هذه الطفلة إما أنها توفيت بالفعل أو ستموت قريبا جدا، الأمر الأكثر إثارة هو أنها لو كانت طفلة بولندية كانت الدولة كلها ستبحث عنها».
وأضافت: «يجب أن يبدأ البحث في أسرع وقت، الفرص تتضاءل والليل يعود مجددا وستبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، لذلك لو أننا نريد إنقاذها يجب أن يحدث ذلك على الفور».
وقالت أنا ميتشالسكا، المتحدثة باسم حرس الحدود البولندي: «إن أفراد الأمن بدأوا البحث عن الطفلة بمجرد تلقيهم معلومات عن فقدها منتصف يوم الثلاثاء تقريبا».
وأضافت: «جرى توجيه دوريات إضافية للمنطقة التي يُفترض أن تكون الطفلة فيها، كما أننا بحثنا من الجو باستخدام طائرات هليكوبتر لكننا لم نعثر على أحد».
ويقول ناشطون: إن جهود السلطات غير كافية.
وتتهم منظمات دولية الحكومة اليمينية في بولندا بخرق المعايير الإنسانية بإجبار بعض المهاجرين على العودة إلى روسيا البيضاء، وهو اتهام تنفيه وارسو.
في غضون هذا وبعد عدة محاولات فاشلة لدخول بولندا وسط درجات حرارة تقترب من التجمد، عاد سعيد جندي وعائلته من اليزيديين العراقيين إلى عاصمة روسيا البيضاء منهكا، لكن سرعان ما جاءت قوات الأمن إلى شقتهم المستأجرة.
وعندما كشف أنه وأسرته من العراق، قال سعيد: إن قوات الأمن اصطحبته إلى المطار حيث تم ترحيله.
وانتهى المطاف بسعيد وزوجته وأطفاله الثلاثة في إقليم كردستان العراق في 28 نوفمبر بعد يومين من إبلاغ ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء المهاجرين على حدود بلاده مع بولندا أنهم لن يجبروا على الرحيل.
وكانت هذه العائلة ضمن مئات المهاجرين من العراق وغيرها الذين نقلوا جوا من روسيا البيضاء في الأسابيع الماضية بعد محاولات فاشلة لدخول الاتحاد الأوروبي بحثا عن مستقبل أفضل.
ومنذ الشهر الماضي استخدمت الحكومة العراقية رحلات الطيران العارض لنقل أكثر من 3100 عراقي من روسيا البيضاء.
وكان هيمن أمين (29 عاما) وهو من أكراد العراق من بلدة خورمال ضمن هؤلاء العائدين.
وقال: إنه تعرض للضرب من جانب حرس الحدود في روسيا البيضاء وأعيد عدة مرات بين حدود بولندا وروسيا البيضاء، ثم نُقل إلى مخزن في منطقة جرودنو حيث تجمع مئات المهاجرين.
ويقول سفين دزيي مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق في أربيل: «يتعين على السلطات في روسيا البيضاء وبولندا التحقيق في مزاعم تعرض المهاجرين لانتهاكات على الحدود».