الجولة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لدول الخليج الشقيقة كافة بدءًا من سلطنة عُمان وصولاً إلى دولة الكويت وأجواء الترحيب التي رافقتها، والتصريحات التي صدرت عن المسؤولين، والمشاعر التي عبر عنها المواطنون في هذه الدول تبشر أن قطار الخليج يمضي على السكة الصحيحة، ويمر في مرحلة جديدة مختلفة عما سبقها، بل إن المنطقة كلها على أعتاب مرحلة جديدة في الطريق، الذي يوصله إلى أهدافه -بإذن الله-.. كما أن هذه الجولة والأجواء السياسية والرسمية والشعبية، التي أحاطت بها تؤكد مرة أخرى أن دول هذه المنطقة ماضية لتحقيق طموحات ومصالح شعوبها، وتوطيد العلاقات الوطيدة أصلاً بين أبنائها متخطية في طريقها كل ما ظنّه الآخرون من عقبات وصعوبات. ومن المؤكد أن الظروف الدولية والإقليمية، التي تمر بها المنطقة والعالم، والتي جاءت فيها الزيارة، ولطبيعة العلاقات الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي مع دول إقليمية لا تخفي أطماعها في المنطقة على حساب شعوبها وهي تراهن في ذلك على فرقة أبناء المنطقة وخلافاتهم، بل وتحاول بكل الوسائل اختراق التنوعات الطبيعية بينهم وتوظيفها لتحقيق أهدافها؛ هي ظروف نزيد هذه الزيارة أهمية على أهميتها، وتؤكد في نفس الوقت ضرورة استمرار العمل على حشد طاقات هذه الدول لمزيد من البناء والقوة أيضاً لحماية دول المنطقة ومقدراتها وأمنها وليس للاعتداء ولا التدخل في شؤون الآخرين، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية، التي تم إبرامها أثناء زيارة سمو ولي العهد، وتفعيل المجالس واللجان تؤكد وعي القيادات السياسية في دول الخليج لهذه الحقيقة، كما أن الدور السعودي، الذي تزيده هذه الزيارة فاعلية وتأثيراً يؤكد استعداد المملكة كعادتها للقيام بواجباتها وأداء دورها المأمول في بناء اقتصاديات دول المنطقة وتكاملها وتطويرها لما فيه مصالح شعوبها ودولها وفاء منها بدورها ومكانتها باعتبارها الشقيقة الكبرى لهذه الدول ومكانتها المعترف بها دولياً في كل المنظمات الإقليمية والدولية، وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها. ولا شك أن الرسالة، التي توجهها هذه الزيارة إلى شعوب المنطقة أن هذا الانسجام والتوافق على الصعيد الرسمي ينبغي أن ينعكس أيضاً على الصعيد الشعبي ويجيء ذلك تأكيداً لروابط القربى بين أبناء الشعب الواحد في دول المنطقة والالتحام فيما بين شعوبها وسد أية ثغرات يحاول خصوم أمن المنطقة وسلامتها واستقرارها النفاذ منها بعيداً عن أية خلافات مذهبية أو قبلية أو قطرية ليكون الجميع صفاً واحداً وراء قياداتهم، التي تؤكد كل يوم كما أكدت هذه الزيارة إجماعها على العمل معاً لصالح دول الخليج وشعوبها. ولا شك أن مؤتمر القمة القادم بعد أيام لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي يجيء في وقت يتحقق فيه الانسجام التام بين دول المنطقة وقياداتها، الذي أكدته وساهمت في تقويته زيارة سمو ولي العهد سيحمل كما كان دائماً أخباراً طيبة عن مزيد من المكتسبات، التي تعزز وحدة دول المنطقة وقوتها ومكانتها وتؤكد وحدة الصف الخليجي رسمياً وشعبياً لتحقيق مصالح المنطقة وأمنها وسلامتها والمشاركة معاً في حضارة العالم وأمنه واستقراره ووضع حد لكل مَن يحاول زعزعة الأمن والاستقرار وتحقيق الأطماع وصولاً إلى سلام مصالح شعوب المنطقة بعيداً عن الأطماع والعدوان.
@Fahad_otaish