الأم دورها كبير وشاق ولديها أجهزة إنذار لكل ما يحدث أو سيحدث حتى وهي تغط في نوم عميق! وحتى هذه اللحظة لم يستطع علماء النفس معرفة كيفية هذه القدرة ولماذا الرجل يفتقدها؟
باستطاعة الرجل أن يدير وزارة خدمية بكافة فروعها وموظفيها ومشاريعها، ولكنه يعجز أن يدير شؤون منزله اليومية وتنظيم ساعات اليوم والليلة داخل المنزل!
هذه حقيقة حتى وإن توسط «صالة الجلوس» وأصدر الأوامر والنصائح والتوجيهات، وأصدر «فرمان» مواعيد الوجبات والنوم ومتابعة «الأجهزة الذكية» فهو أول من يخترق هذه القرارات.
الأم تملك رادارات وقوة دفاعية عن أبنائها تفوق قدرات الرجل، لحظة تحركها لإنقاذ طفلها من السقوط أو الإضرار بنفسه توازي قوة الأسد وسطوته عن أشباله.
بينما الرجل يتردد ويتوقع أسوأ الاحتمالات ويتوقع أقلها تكلفة ويعمل على هذا الأساس.
أتحدث عن أمهات الرعيل الأول محدودات التعليم وأخرى معدوماته، أمهات جيل النهضة والتقدم جيل الكفاح والإصرار، جيل ما بين الفاقة والطفرة.
لا أتحدث عن أمهات «السناب شات» ومحادثات (الإيمو وديو) ومتابعات الموضة والإعلان.
أتحدث عن أمي التي كنت استغرب واتساءل دائما لماذا أمي لا تنام؟!
كنا ننام الليل وهي تغسل ونستيقظ الصباح وهي تعجن وتغيب الشمس وهي ترتب!
أمي كانت امرأة عظيمة علمتنا كيف نصلي دون شرح وحثتنا على التعليم وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، عند وفاة أبي تولت الدورين بنجاح تام. تعلمنا منها مواقف الرجال وهي امرأة، تقسو علينا وقلبها يتفطر حبا وخوفا.
أمي كانت تترك لنا الطعام إذا رأت أنه لا يكفينا، وكانت تتنازل عن مباهج الحياة إذا رأت أن ذلك يسعدنا.
أمي لم أسمعها يوما تشكو الحياة وقسوتها ولا الحظ وجوره.
أنا لا أتحدث عن أمهات سلموا الخيط والمخيط للخدم ولا أمهات همومهن كيف تنفخ وجنتيها وشفتيها ولا أمهات المولات ومقاهي القهوة، لا أتحدث عن أمهات شغلهن الشاغل نصف متر يستر ما تيسر من جسدهن أمام بناتهن. ولو أن التعميم جائر فهناك أمهات فاضلات على النسق الأول وأجمل.
أتحدث عن أمي وأمك أيها الجيل الطيب، فرحمة الله وشهابيب رحمته عليهن وأدام الصحة على من بقي منهن.
تحويلة:
تذكر أن لوالديك عليك دينا، إما أن تقضيه أو سيقتصه منك أبناؤك، تذكر أن ما يطلبانه منك ما هو إلا واجب، ولكن برك هو تقصي ما يريدان ويسعدان به وتقديمه لهما.
@sajdi9