وأضاف: «اسألوا أصحاب الذاكرة البعيدة والقريبة، واسألوا المسلمين فيها قبل المسيحيين، أولم يحافظ هذا البيت على العيش المشترك طوال مسيرته الوطنية، لتعرفوا أن التهمة من جانب قوة الأمر الواقع هذه تخالف واقع الحال وحقيقته الساطعة وتؤكد أن حزب الله لا يعرف لبنان! بربكم قولوا لي: من يحرض على الحرب الأهلية، لقاء سيدة الجبل الذي أنتمي إليه، أم لقاء 14 آذار الذي قتل ولم يقتل، أم لقاء البريستول الذي حرر لبنان، أم لقاء قرنة شهوان الذي عمل تحت عباءة البطريرك صفير، أم الذي يهدد البلاد والعباد بمائة ألف مقاتل مزوَّدين بترسانة مسلحة وصواريخ ذكية؟ ومن الذي يهدد أنا الذي أكتب تغريدة صباح كل يوم أم الذي ينشر مائة ألف صاروخ إيراني في لبنان وبإمرة إيرانية؟ من الذي يحرض على الحرب الأهلية، هذا البيت المدافع دوما عن الدولة وسيادتها واستقلالها وشرعيتها، أم الذي يقيم دولة داخل الدولة ويجري قوانينه الخاصة والاعتباطية على الناس؟».
وتوجه سعيد إلى اللبنانيين: «انصاع لقوة الأمر الواقع هذه بعض الناس والمغرر بهم، وبعض القوى السياسية الخائفة أو الطامعة، وحتى بعض الدول الكبرى. ولكنَّ ذلك كلَّه لم يحجب حقيقة الأمر، من أن السلاح الخارج عن سلطة الدولة والقانون، وعن قرارات الشرعيات الوطنية والعربية والدولية، هو أصل المشكلة، من السيادة إلى الأزمة المعيشية الخانقة. أنتم لستم وحدكم في هذا العالم تعارضون سلاح حزب الله، ممنوع أن يخاف أحد منكم، لسنا وحدنا في هذا العالم لأننا أصحاب حق ومن يكون مع لبنان ومع الحق كل العالم يكون معه، وقد تجرأ على المجاهرة بهذه الحقيقة أخيرا البيان الفرنسي-السعودي المشترك».
وقال: «ذنبي، في نظر هذا الادعاء أني لم أخف ولم أطمع، ولم أذهب إلى الحزب حتى أصبح نائبا أو أحصل على أي موقع، ولم أكن من المغرر بهم، وجاهرت بما يمليه عليِّ واجبي الوطني وتاريخي، وإن هذه المنطقة لن تركع يوما إلا لله وليس لحزب الله».
وختم: «نعم، أنا ذاهب إلى المثول أمام القضاء محصنا بحقوقي وبالحقائق الساطعة، ومعولا على ما تبقى من نزاهة القضاء وصدقيته، لست أمام امتحان صعب، بل القضاء نفسه أمام هذا الامتحان، لست أمام امتحان، بل الرأي العام اللبناني أمام هذا الامتحان».