وتابعت: من هنا جاء أول تطبيق أمريكي عملي لهذا من خلال المؤتمر لتقسيم العالم ديمقراطيا، وفق المفهوم الأمريكي.
وأردفت: ربما تكون واشنطن قد بدأت عمليا في استخدام لعبة التقارب مع التيارات المتطرفة في مواجهة الصين الشيوعية، والتي يمكن فهمها من خلال محاولة الولايات المتحدة الأمريكية حاليا إعادة استخدام إستراتيجية التقارب مع التيارات المتطرفة وتيارات الإسلام السياسي في مواجهة العدو الشيوعي الصيني والروسي أيضا، حيث جعلتهم يرفعون شعارات أيديولوجية هدفها إشعال المنطقة طائفيا ودينيا وإحداث الفوضى والاضطراب، ويساعد واشنطن في هذا طموحات بعض القوميين الناشئين في الشرق الأوسط، أو ربما بعض الأفراد والمنظمات المدنية ذات المصالح الضيقة والمحدودة على حساب أوطانهم.
وأضافت: لعل زيارة وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» إلى الشرق الأوسط في مارس 2021، والذي لخص رحلته بعدة كلمات، تتعلق برد الصين في الشرق الأوسط على سياسة التحالفات والاستقطاب الأمريكية، من خلال التأكيد على أن الصين ودول المنطقة اتفقت على ضرورة احترام الاستقلال السيادي والكرامة الوطنية لجميع البلدان، وتعزيز سبل التنمية المستقلة والمتنوعة.
وبحسب الكاتبة، فإن التحليلات والرؤى الرئيسية للمراكز البحثية الصينية، والتي تعتبر أن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في دعوة دول المنطقة إلى مؤتمر الديمقراطيات في العالم هي بداية مغادرة إدارة جو بايدن الشرق الأوسط إلى الصين.
وتابعت: إذن، فإن النتائج المنطقية للاستفزاز الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، حسب طريقة التفكير الصينية، تتمثل في أن تعميق علاقات الصين مع دول الشرق الأوسط خارج نطاق التجارة يجب أن يقلق الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة منذ أن اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا خطوات لتقليل الاهتمام بالمنطقة، مما يفتح الباب أمام الهيمنة الصينية وفقا للرؤية الأمريكية.
واختتمت بقولها: من هنا نستنتج أنه مع تنافس الصين على المزيد من النفوذ الدولي عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا وسياسيا، لتصبح أكبر قوة في العالم بحلول عام 2049 وفقا لإستراتيجيتها المعلنة، سنجد أن الشرق الأوسط من المرجح أن يصبح حاسما، سواء أعطته الولايات المتحدة الأمريكية الأولوية أم لا.