ويضيف الأمين: «لا بد للدولة اللبنانية من أن ترفع صوتها في وجه الهيمنة الإيرانية وجعل لبنان منصة للهجوم على الدول العربية»، مؤكدا أن «أداء حزب الله ميليشياوي»، لافتا إلى أن «الحزب لا يقبل الحوار مع أبناء طائفته»، ويجزم بأن «التململ عند الطائفة الشيعية موجود منذ سنوات، وهذا الأمر يزيد من حالة الاعتراض أو الرأي المعترض على «حزب الله» والثنائي المسلح وأخذ الطائفة إلى محاور خارجة عن لبنان».. فإلى نص الحوار:
الدولة اللبنانية الضعيفة
- لبنان اليوم لا يشبه لبنان الأمس، تغيير في الهوية أمر واضح على كيانه، ما سبب ذلك؟
يعود ذلك إلى ضعف الدولة اللبنانية، وبالتالي ضعف مؤسساتها، لأن هذه الدولة رضيت بحكم السلاح على قراراتها ومؤسساتها، فضعف الدولة أدى إلى استقواء «حزب الله» بالسلاح غير الشرعي على كل المؤسسات، وبهذا يعمل الثنائي المسلح على سلخ لبنان عن محيطه وتغيير هويته الحضارية، وبما أن لبنان هو بلد ملتقى الثقافات والحوارات، عمل على تغيير هذه الواجهة إلى جعله بلدا مسلحا وممرا لكل الحروب والاعتداء على الدول العربية وأمنها، لهذا لن يبقى لبنان مركزا للثقافة والحوار.
لبنان «المحافظة الإيرانية»
- هل نجح «حزب الله» في تحويل لبنان إلى محافظة إيرانية؟
يحاول «حزب الله» جعل لبنان محافظة إيرانية، لكنه لم ينجح في ذلك، وفي حال تمكن من النجاح فالأكيد أن اللبنانيين لن يبقوا في لبنان، لقد تمكن «حزب الله» بعدما سيطر على مؤسسات الدولة، من العمل عبر آلياته على تغيير العادات اللبنانية والانتماء للوطن، إلا أنه لم ينجح في ذلك والسبب هو وقوف اللبنانيين الأحرار في وجهه عبر رفع الصوت في وجهه في مقابل صواريخه وسلاحه. لن يكون لبنان طيعا ولقمة سائغة في فك الإيراني.
مشروع «حزب الله»
- باعتقادك أن فك ارتباط لبنان بحاضنته العربية جزء من مشروع «حزب الله» لإحكام سيطرته على لبنان؟
مما لا شك فيه أن فك ارتباط لبنان بحاضنته العربية جزء من مشروع «حزب الله» لإحكام سيطرته على لبنان، مع العلم أن الدول العربية لن تتخلى عن لبنان رغم هذا المخطط، الأزمة السعودية اللبنانية لن تدوم فالعرب لن يتخلوا عن لبنان، ولعل التطور في هذه القضية يؤكد ذلك. لا يستطيع «حزب الله» أن يحول كل لبنان إلى منصة للهجوم على العرب، لهذا فإن مشروعه حتما سيسقط. الخلاف بين العرب ولبنان ليس حصرا بتصريح الوزير جورج قرداحي فحسب، كما حاول محور الممانعة تصويره، لا بل القضية أكبر من ذلك، فلبنان كدولة إما أن يكون منسجما مع محيطه العربي أو لا. لهذا لا بد للدولة اللبنانية من أن ترفع صوتها في وجه الهيمنة الإيرانية وجعل لبنان منصة للهجوم على الدول العربية.
فك ارتباط لبنان عن العرب
- في رأيك هل تمكن من تنفيذ مخططه هذا خاصة بعد الأزمة الأخيرة مع السعودية والخليج العربي؟
بكل تأكيد، هذا المخطط لن ينجح. الدول العربية لن تسمح بذلك وتاريخها مع هذا البلد يشهد بذلك منذ الاستقلال وحتى الآن، ولهذا لن يقبلوا بربط لبنان بإيران ومشروعها، للأسف هنالك حزب مسلح في لبنان يسعى إلى سلخ لبنان عن ارتباطاته العربية، مع العلم أنه لن ينجح في ذلك، من المستحيل جدا تحويل لبنان إلى محافظة إيرانية تحت سيطرة الولي الفقيه.
لا هدف مقاوم لـ«حزب الله»
- ما الفائدة من سلاح «حزب الله» بعدما تبين أن هدفه ليس مقاومة إسرائيل؟
رفع اللبنانيون الأحرار الصوت مرارا وتكرارا في وجه هذا السلاح، رغم تمسك بعض القوى السياسية بهذا السلاح على اعتباره ضد إسرائيل، فإذا أردنا القول ذلك فبإمكاننا اعتبار أن هذا السلاح قد كان في مرحلة من المراحل في وجه إسرائيل إلا أنه بعد انسحابها من الجنوب تحول هذا السلاح إلى الداخل اللبناني، حتى أثناء ادعاء «حزب الله» بمقاومته لإسرائيل، فإن الحزب كان يعمل على الخط الداخلي اللبناني عبر تصفية حسابات خاصة، لم يعد هناك حاجة إلى سلاح «حزب الله»، لأن من يدافع عن لبنان هو الشرعية اللبنانية المتمثلة في الجيش اللبناني والدولة الموكلين من الشعب اللبناني للدفاع عنهم وليس أي حزب آخر مسلح غير شرعي، الأمر الآخر، يستعمل سلاح «حزب الله» من أجل مصالح إيران في المنطقة، وما حصل في أحداث الطيونة «عين الرمانة» خير دليل على أن هذا السلاح لم يكن يوما من أجل إسرائيل لا بل هدفه الأول والأخير هو الداخل اللبناني وعروبته، وسبق أن استعمله الحزب في 7 مايو 2008 عندما نحر الدولة بسلاحه، لهذا أعيد وأكرر أن لا حاجة للبنان إلى سلاح «حزب الله»، وهذا مطلب وطني وشعبي.
أداء «حزب الله» ميليشياوي
- كيف تصف أداء «حزب الله» في السنوات الأخيرة، خاصة بعدما بات واضحا أن «حزب الله» يمارس ترهيبا على الشعب اللبناني؟
بكل تأكيد أداء ميليشياوي لأن أغلبية الشعب اللبناني تعرضوا لاعتداء من «حزب الله»، مع العلم أن أغلبية المعتدى عليهم هم من الطائفة الشيعية التي يدعي الحزب حصرية تمثيلها، مع العلم أن هذا الأمر غير صحيح، دون أدنى شك أداء «حزب الله» هو أداء حزبي مسلح، فلا يمكننا القول إن «حزب الله» هو سياسي، لأن أبسط قواعد الحوار هو «السلام عليكم» وليس «السلاح عليكم»، لا يقبل «حزب الله» الحوار مع أبناء طائفته فبكل تأكيد لن يقبل أن يحاور الآخر. إن «حزب الله» يحتاج إلى حكومات تخدمه لا تحكمه.
- تبلور دور «حزب الله» أكثر في حكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة، فهل تعتقد أن الغطاء السياسي له لم يكن ليحصل لولا وثيقة التفاهم مع التيار «الوطني الحر»؟
يحتاج «حزب الله» إلى حكومات تخدمه ولا يريدها أن تحكم، فقبل اتفاقه مع التيار «الوطني الحر» وبعد اتفاقه مع الآخرين في الانتخابات هو يطمح لأن يكون السيد والحاكم المطلق، وخير مثال على ذلك أن دور «حزب الله» الآن هو تعطيل مجلس الوزراء من أجل قضية انفجار بيروت، لكي ينجح «حزب الله» في تنفيذ مهمته هو يريد الرئاسات الثلاث في الدولة اللبنانية لكي تكون مواقع لخدمته وليست مواقع لمشاركته القرار، فـ«حزب الله» يهمين على كل الدولة اللبنانية، والمشكلة تكمن في الغنائم المؤقتة التي قبلت بذلك.
تحالف المافيا الميليشيا
- يصف كثر تحالف «حزب الله» والتيار «الوطني الحر» على أنه تحالف المافيا والميليشيا، أنت كيف تراه؟
هو عبارة عن تحالف حزبين يستفيدان من بعضهما بعضا ويؤمنان الغطاء المشترك، فـ«حزب الله» يعتبر أنه تمكن من الحصول على الشرعية من المسيحيين، أما التيار «الوطني الحر» فيعتبر نفسه عابرا للطوائف وليس حصرا بالطائفة المسيحية، ولا يمكن لحزب أن يختصر طائفة، لأن الحزب يمثل أتباعها وليس يمثل الطائفة.
الشيعة يرفعون الصوت
- بعد إحكام سيطرة «حزب الله» على مفاصل الدولة اللبنانية، كيف سيتمكن اللبنانيون الأحرار من إعادة تحجيم دوره؟
عبر إعلاء الصوت والمطالبة بالعودة إلى الدولة القوية، هذه هي الوسائل المتاحة أمام اللبنانيين، فثورة 17 تشرين/ أكتوبر 2019 كانت عبارة عن صوت في وجه الميليشيات مجتمعة، وتم استعمال كل أنواع القمع في وجهها، لهذا يجب دعم كل التحركات والأصوات الفردية للاستمرار في رفع الصوت.
تململ شيعي من «الثنائي»
- يبدو واضحا أن هناك تململا داخل البيئة الشيعية كيف تصفه وهل سينتج انتفاضة على «حزب الله»، خاصة أنه ينعكس سلبيا على حياتهم؟
التململ عند الطائفة الشيعية موجود منذ سنوات، وهذا الأمر يزيد من حالة الاعتراض أو الرأي المعترض على «حزب الله» والثنائي المسلح وأخذ الطائفة إلى محاور خارجة عن لبنان، هناك الكثير من التحديات عند أبناء الطائفة الشيعية، فمنهم من يهجر ومنهم من يدعى عليه ومن يقتل، وآخرهم كان الكاتب لقمان سليم، لم يملك لقمان سليم سوى صوته وقلمه، مع هذا كان كاتم الصوت جريئا بالاغتيال.
- يواجه الشيعة المعتدلون عمليات مستمرة لكبت آرائكم، ما الذي تواجهونه في هذا الخصوص؟
كل معترض داخل الطائفة الشيعية هو عرضة للاغتيال أو التهجير أو حرمانه من عمله ومسكنه، يمنع على الشيعي الذهاب إلى التعزية في قريته، إلا أن هذا الصوت يكبر ويتوسع.