الجريش والمطازيز والمرقوق وجبات أصبحت جزءاً مما ينسب إلينا نحن السعوديين، ومن صميم الثقافة الغذائية السعودية. فقد اعتمدت على البر، أو القمح. وجاء منه الجريش والمطازيز والمرقوق والقرصان والحنيني والهريس وخبز التنور والمراصيع والمصابيب. وتلك لا ينازعنا فيها أحد.
الكبسة كانت عمل المستعجل من العزاب وسائقي الشاحنات وقاطعي المسافات الطويلة ممن ليس لديهم الوقت ولا الأدوات لإعداد الأكلات السعودية المنزلية المعروفة. ومن اسمها «كبسة» نعرف أنها تفتقر إلى التأنّي والـ... «حوف» الذي عرفت فيه البارعات من نساء نجد..
مطاعم لندن وباريس لم تعرف أن تنقل تفاصيل غذائنا. ووجدت أن الكبسة أقرب تناولاً.. فنسبتها إلى السعوديين.. وفرح بها السعوديون عندنا بأن اسمها ضمن قوائم طعام «الدورتشتر - وكافيه رويال والفوكيه».
وجدتُ في مدريد أكلة مشابهة اسمها «باهيّه» وهي رز مع خليط من أنواع اللحوم. وقيل إنها أندلسية وأصلها «بقيّة» حيث كان الناس يجمعون بقايا الزاد في قدر واحد.
الرز لم يكن معروفا في جزيرة العرب، وبطبيعة الحال وعلى المستوى العملي هو المكوّن الرئيس للـ «كبسة» لا يمكنا أن نضع الوجبة ضمن أكلنا التقليدي.
خلاصة القول، إذا استثنينا الأرز (التمّن) بتشديد الميم المعروف بلونه الداكن، الذي كان يجلب من العراق بكميات محدودة حينما كان بعض أهل نجد يعملون هناك يوم أن كان العراق خاضعاً للاحتلال البريطاني (الأول) إلى جانب الأرز، الذي كان يزرع في الأحساء بالمنطقة الشرقية بكميات محدودة أيضاً. فإن الأرز المستورد من الباكستان والولايات المتحدة الأمريكية والهند ودول أخرى لم يعرف في هذه البلاد قبل إعلان تأسيس هذه الدولة الفتية عام 1357هـ - 1937م من قائمة أكلنا الشعبي.
@A_Althukair