شهدت دول مجلس التعاون الخليجي تاريخا من العمل الخليجي المشترك، ومسيرة ملهمة وثرية قادت دول الخليج إلى تحقيق إنجازات نوعية في المجالات كافة، ومن قصر الدرعية استضافت الرياض أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ42، وتأتي الاستضافة في ظل منطقة تشهد تغيرات واستحقاقات سياسية وملفات مُلحّة ومنذُ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في العام 1981 حرصت دول المجلس على صياغة قواعد أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية متناغمة استمرت على مدى أربعة عقود ساهمت في صلابة دول مجلس التعاون الخليجي في وقت يشهد فيه العالم العربي هشاشة أمنية وسياسية.
ونجد أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله» كان قد استبق القمة الخليجية بعدة أيام لكي يُمهِّد الأرضية، ويُهيئ الأجواء لقمة خليجية ناجحة ومغايرة، والمُتَتّبع لنتائج قمة الرياض الخليجية يجد أن هذه القمة جاءت لتُعبر عن عزم وطموح قادة دول مجلس التعاون لتحقيق رؤية المملكة، وكانت انطلاقة مهمة لتوثيق الأواصر القوية بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون والتأكيد على روح التعاون ووحدة الصف الخليجي نحو مزيد من الأمن والاستقرار من خلال التعاون البَنّاء وبوجود قادة يؤمنون بأن الخليج المزدهر ستكون له آثار إيجابية على المنطقة، وبالأخص الازدهار الاقتصادي والأمني وما له من تأثير على دول المنطقة ككل، كما أن هذه القمة اكتسبت أهمية استثنائية نظراً لتعدد الملفات، التي طُرحت على طاولة القمة، السياسية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تداعيات الأوضاع الإقليمية والدولية على مسيرة دول المجلس، وكذلك أهمية استكمال الوحدة الاقتصادية الخليجية وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- باستمرار السعودية في جهودها لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، والتعامل بشكل جدي مع ملف إيران النووي، والوصول إلى حل سياسي في اليمن، وقمة الرياض الخليجية أكدت كذلك ضرورة منع حزب الله من نشاطاته «الإرهابية» في المنطقة، وتأكيد العمل على حفظ وحدة اليمن وسيادته ورفض أي تدخل في شؤونه.
وبعد كل هذه الجهود المتتالية من قادة دول المجلس يحق لكل خليجي أن يفتخر بهذا الصرح، الذي حافظ على استقرار دول الخليج وشعوبها منذ أربعين عاماً وحتى الآن، وكان بمثابة رسالة عزمٍ على حماية وصون أمن دول مجلس التعاون.
@HindAlahmed