@dhfeeri
الجولة التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى دول مجلس التعاون الخليجي، والحفاوة الكبيرة التي حظي بها سموه من قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي تعكس المكانة الكبيرة لسموه في قلوبهم قبل قلوبنا، فالاستقبالات الرسمية والشعبية التي حظي بها سمو ولي العهد ليست غريبة على إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي، واللافت للانتباه هو التنافس الكبير في إظهار الكرم وحفاوة الاستقبال في كل دولة خليجية وصل لها سموه، حيث قلد أرفع الأوسمة فيها، وازدانت شوارع العواصم الخليجية وصحفها بأعلام المملكة وصور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده مع أجمل عبارات الترحيب، وهذه الجولة غير المسبوقة في هذا الوقت وقبل القمة الخليجية التي عقدت في الرياض في الأيام الماضية أعطت انطباعا كبيرا على قوة الملفات التي قادها سموه في هذه الجولة في توحيد المواقف الخليجية بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ليكون الخليج قوة كبرى أمام العالم أجمع، ولتؤكد كذلك قوة المصير المشترك بين هذه الدول. والملاحظ أيضا في جولات سموه التركيز الشديد على القضايا الهامة والإستراتيجية، ولعل القرارات التاريخية الجديدة التي ظهرت في هذه القمة الخليجية هي انعكاس لهذه الجولة الرائعة الذي قام به سمو ولي العهد في زياراته لدول المجلس، فنحن مع تاريخ جديد لدول مجلس التعاون الخليجي يقوم على الحقوق المتساوية لمواطني هذا الكيان العظيم، فكما استطاع الملك عبدالعزيز توحيد هذه البلاد في كيان واحد، ظهر في هذا الاجتماع المبارك كيان موحد لدول مجلس التعاون الخليجي أمام العالم أجمع، أساسه المواقف الواحدة والرؤية المشتركة في جميع الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية، ولتكمل بذلك الجهود الكبيرة التي بذلها سابقا قادة المجلس الراحلون والحاليون في تحقيق الأهداف الإستراتيجية من إنشاء هذا المجلس المميز.
واليوم بعد هذه القرارات التاريخية في توحيد رؤية دول المجلس وقرارات المساواة بين مواطني دول المجلس في العمل والصحة والتغطية التأمينية وشراء المسكن، يحق لنا أن نطمع في أن تتوحد دول المجلس وتزال الحواجز الحدودية بين دولنا ونكون كيانا واحدا فعليا لا تفصله مراكز جوازات ولا حواجز جمركية، فالصفات التي تجمعنا مع بعضنا البعض تفوق بشكل كبير الصفات التي تجمع دول الاتحاد الأوروبي، وقواسمنا المشتركة أبعد من ذلك بكثير..
@dhfeeri
@dhfeeri