صناعية «الخضرية».. تشوهات ومخالفات في وسط الدمام

لا يزال العاملون في صناعية «الخضرية» بالدمام وزائروها يعانون جملة ملاحظات لم يتم حلها رغم جهود الجهات الحكومية على مدى عدة سنوات.
وطالب مواطنون وأصحاب ورش في حديثهم لـ«اليوم»، بضرورة إيجاد حلول لتجمع مياه الأمطار التي تتكرر سنويا موضحين أنهم يتكبدون جراء ذلك خسائر كبيرة، نتيجة إعاقة الحركة وتلف الشوارع وتجمع القمامة حولها.
وبينما أكدت أمانة الشرقية متابعتها لكل ما تحتاج إليه صناعية الخضرية، لم يشر المجلس البلدي إلى ما تم إنجازه خلال 2021.
أشار المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، إلى الدور الذي قامت به أمانة المنطقة الشرقية ممثلة بـ«بلدية وسط الدمام» في منطقة الخضرية، من خلال رصد جميع مناهيل تصريف مياه الأمطار، والتأكد من خلوها ونظافتها من أي عوائق أو شوائب قد تتسبب في إغلاقها في حال هطول الأمطار، موضحا أنه تم تحديد المواقع الحرجة لمعالجتها من قبل الإدارة المعنية بالأمانة والمتابعة الميدانية المكثفة خلال وقت هطول الأمطار للتأكد من انسيابية المياه في المناهيل.
وأضاف، إنه هناك تكثيف للجولات الميدانية واللجان المشتركة مع عدة جهات حكومية، مشيرا إلى أنه تم استهداف المخالفات الفنية للمباني وسكن العمالة، كما تم رصد مخالفات لعدم وجود تراخيص مهنية لبعض الورش، وتم إغلاقها فورا لحين صدور التراخيص.
وذكر الصفيان، أن هناك مخالفات أخرى مثل استخدام الطرق والساحات العامة واشتراطات اللوحات الإرشادية والإعلانية والرفع لوكالة الخدمات لإزالة السيارات المهملة والتالفة والهياكل، إذ تمت إزالة عدة ورش بالتعاون مع الإدارة العامة للتشغيل والصيانة بالأمانة، بسبب عدم وجود رخص بناء وبناء عشوائي والتنسيق والعمل مع وزارة الصحة وشرطة المنطقة الشرقية ووزارة الموارد البشرية بلجان مشتركة، ضمن لجنة متابعة سكن العمالة ولجنة الدفاع المدني لمتابعة المستودعات المغلقة والمهجورة.
أمانة الشرقية: متابعة مناهيل التصريف.. وتحديد المواقع الحرجة
أكد رئيس المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية عبدالهادي الشمري في تصريح سابق لـ«اليوم»، استمرار جهود المجلس بشأن معالجة مشكلات خضرية الدمام، موضحا أن المجلس في نهاية العام 2018 ومطلع العام 2019 نفذ عددا من الجولات للوقوف على احتياجات خضرية الدمام، وبناء على تلك الجولات، أزالت الأمانة عددا كبيرا من السيارات التالفة والمهملة، وفي 2020م وبناء على حملة جديدة في نفس الشأن، برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية تم رفع ما يقارب 1800 سيارة تالفة ومهملة من الخضرية خلال 3 أشهر، وتنظيف كل الأماكن التي يتم فيها إزالة تلك السيارات، مستطردا: وهي حملة بمبادرة من المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية، وأمانة المنطقة، بالتعاون مع القطاع الخاص والأمن الوقائي والإدارة العامة للمرور برعاية أمير المنطقة الشرقية.
وذكر أن تلك الحملات تم فيها استقبال الشكاوى والملاحظات والبلاغات من الأهالي لسرعة معالجتها بمشاركة عدد من القطاعات الخاصة، وذلك بمبادرة من المجلس بالتعاون مع أمانة المنطقة الشرقية والقطاع الخاص وتوزيع الفرق الميدانية، التي ترفع الأنقاض من المواقع، موضحا أنه تم رفع تقارير يومية وأسبوعية بالأنقاض المرفوعة وتوفير ما يزيد على 90 معدة ثقيلة، لتحقيق سرعة العمل والإنجاز.
وأشار الشمري، إلى أن حملات تحسين المشهد الحضري والبصري شهدت أرقاما مشجعة ومحفزة لاستمرار هذه الجهود بالشراكة مع مختلف الجهات، حيث بلغ ما تمت إزالته في الحملة السابقة ما يزيد على 137 ألف متر مكعب، مشددا على أن المجلس يعمل على قدم وساق من أجل استمرار متابعة المشاريع في الحاضرة بوضع خطط مرسومة ومدروسة.
وأوضح أن المجلس وضع على عاتقه تقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين، وذلك في أطر تجسد الرؤية الوطنية وتلامس احتياجات المواطنين لاكتمال عقد منظومة الخدمات، مستطردا: رئيس المجلس وكافة أعضائه سيعملون من أجل دفع عجلة التنمية مع الشريك الإستراتيجي وهي أمانة المنطقة الشرقية سواء على الصعيد الفني أو الخدمات للمشاريع الكبرى والصغرى والصيانة والخدمات وأعمال أنسنة المدن وخدمات الأهالي وغيرها من المشاريع.
«البلدي»: أرقام مشجعة لحملات تحسين المشهد الحضري
غياب الغرف الصناعية
قال المواطن عبدالله الغامدي، إنه يعاني سنويا من خسائر بسبب تجمعات الأمطار التي تعوق الحركة، متسائلا عن دور الجهات ذات العلاقة في الاستماع لمعاناته وغيره.
وأوضح، أنه لم يسبق له منذ عمله في الصناعية أن تم الاجتماع معه، أو مع جيرانه لبحث احتياجاتهم كونهم أحد الروافد الاقتصادية المهمة، متسائلا عن دور الغرف الصناعية، في بحث مشكلاتهم، خلال اجتماعات دورية، أسوة بما يحدث مع التجار في الغرف التجارية.
عمالة دون تراخيص
قال المواطن سعود الشويخات: إن وقت سقوط الأمطار، يعرف بغرق صناعية الخضرية، مشيرا إلى أن هذا الأمر دأب عليه كافة المترددين على المكان منذ سنوات طويلة دون حلول.
وأوضح أنه بشكل شخصي، لا يثق إلا في ورش بعينها، سبق أن تعامل معها من قبل، مرجعا الأمر لوجود عمالة منتشرة في الخضرية دون تراخيص، متسائلا عن كيفية عمل سيارات الدفاع المدني لو حدث حريق لا قدر الله في تلك الظروف.
تهور السائقين
قال المواطن عبدالله الشويخات، إن القيادة داخل خضرية الصناعية مغامرة كبيرة بسبب تهور السائقين، والشوارع الضيقة الممتلئة بالسيارات المهملة والتالفة، مضيفا، إنه يلاحظ أيضا وجود عدد من المخالفات المنتشرة والأضرار الصحية، المتمثلة في المستنقعات والروائح الكريهة، وكذلك الازدحامات.
غياب الحلول الجذرية
قال المواطن علي الصفار: إن الخضرية سيئة جدا من ناحية الطرق خاصة موسم الأمطار تشهد مستنقعات وحفرا تتضرر منها المركبات، وفيما يخص الحلول المتبعة فهي دائما عبارة عن إحضار سيارات الصرف وشفط مياه الأمطار دون إيجاد حلول جذرية.
معاناة دائمة
ذكر الموزع عبدالله اليماني أنه يعمل في خضرية الصناعية منذ سنوات، ولديه تعاملات مع عدد من الورش، مضيفا إنه يمكن تلخيص أهم معاناة الصناعية الخضرية في العمالة غير المرخصة المنتشرة، وكذلك دأب المفتشون على تحرير المخالفات، دون مراعاة لظروف أصحاب الورش.واختتم: وكذلك معضلة تجمع مياه الأمطار، التي تجعل الخضرية في معاناة دائمة.
ارتفاع الإيجارات والمخالفات
قال المواطن حسين حسن، إنه كعامل ومستثمر في صناعية الخضرية يواجهون العديد من التحديات المستمرة منذ سنوات دون وجود حلول، موضحا أن من بين تلك التحديات والمشكلات، المستنقعات المنتشرة في كل مكان.
وأضاف: إن الزائر لـ«الصناعية»، يشاهد ذلك باستمرار، بخلاف السيارات التالفة والمهملة المنتشرة في كل مكان، وتؤثر على المترددين على المنطقة دون إيجاد حل، موضحا أن الحل ليس في إخراجها فقط ولكن في إيجاد أماكن بديلة لها.
وذكر حسن، أن من بين المشكلات بصناعية الخضرية، ارتفاع الإيجارات دون مراعاة لجائحة كورونا، مضيفا: أنا مثلا أدفع إيجارا سنويا نحو 115 ألف ريال ولم يتعاون معنا صاحب المبنى ولم نسلم من المخالفات التي لم تراع وضعنا.
وتساءل: كيف أخالف بقيمة 20 ألف ريال، وما هو حجم دخلي لكي أسدد هذه المخالفة، مستطردا: والسؤال الأهم أين مَن يخالفوننا وقت الأمطار عندما تغلق الطرق ومَن يعوضنا عن الخسائر؟.
تعهدات مفقودة
أوضح المواطن فاضل جعفر، أن مكتب العمل ينفذ زيارات مفاجئة لصناعية الخضرية، ويخالف الورش والعاملين فيها دون مراعاة لظروف أصحابها الذين لم يتعافوا من الأضرار، التي لحقت بهم أثناء الجائحة، مؤكدا ضرورة أن تكون هناك تعهدات، من المسؤولين قبل تحرير المحالفات بتهيئة المكان، والشوارع لتناسب العمل، من خلال القضاء على المستنقعات والشوارع غير الممهدة والمليئة بالحفر.
6 توصيات
1 - ضرورة معالجة المستنقعات
2 - دعم السعوديين العاملين في الورش
3 - القضاء على العمالة السائبة
4 - تخفيف الرسوم المالية
5 - توسيع الطرق الموجودة
6 - إيجاد حلول جذرية للسيارات التالفة والمهملة