حينما تكون الحياة لها طريقان لا ثالث لهما، فأي طريق سوف تختار هل ستختار المضي نحو ذاتك الأصلية أو الهروب منها؟. هنا تحتاج أن تفعل قوة الخيار.. إما أن تقرب من ذاتك الأصلية أو تبتعد عنها.. أعلم أن وعينا الإنساني مصاب بالخوف.. فنجد أننا مبرمجون غالبًا على الهروب ولكن الهروب من ماذا؟ الهروب من مواجهة أنفسنا.. إذًا أنا لا أدعوك هنا للمواجهة الخارجية إنما الداخلية، مواجهة نظام الخوف المتجذر فيك لمحاولة ترويضه وإعادة برمجة القناعات المربوطة فيه.. فعندما يتفعل الخوف في داخلنا نبدأ فورًا نسقط كل شيء على العالم الخارجي ونعلق أسباب عدم الأمان على كل شيء في الخارج، فنتحول إلى ضحايا ونبدأ نلعب وعي الضحية ونرمي بأسباب معاناتنا على المصادر الخارجية وننسى بذلك المصدر، الذي تنبعث منه الأشياء من حولنا وهو أفكارنا، أو أن نختار خيار الشجعان، ونسخر عزيمتنا لتحمل المسؤولية كاملة ليتعرى الخوف من دور الضحية، وهنا تبرز قوتنا الحقيقة.. فماذا لو أسقطنا اللوم على الخارج واستخدمنا الهروب كمنهج حياة، وابتكرنا أسبابا منطقية للغاية لكي لا ننظر بالنهاية لمناطق عدم الأمان الموجودة بداخلنا، هل ذلك سيلغي حقيقة أن مصدر كل أحاسيسنا ومن ضمنها (عدم الأمان) هو موجودة بداخلنا!؟ الهروب لا يمنع الحقيقة بملاحقتنا..! ماذا لو كنت تشعر بنقص في الحب وسعيت لتغذية هذا الشعور بسلسلة من العلاقات العاطفية الفاشلة! هل سيذهب عدم الأمان، بل ستظل تحشر نفسك بعلاقات لا تضيف لك ولا تدعمك، بل تنهش من روحك وسلامك النفسي وسعادتك إلى النهاية! إذا الحل: إن تنتقل بالعمق للحل الجذري من خلال المواجهة، بالنظر للداخل والسير إلى بوابة الخوف بقلب منفتح وشجاع لتدرك بذلك أن كل مخاوفك أوهام، وكلها أفكار تنافي جمال طبيعتك الأصلية، ماذا لو ترغب بالمواجهة! الحياة لها طريقتها الخاصة لتضمن لك حصول ذلك، وإن انغمرت في الزيف كثيرًا، فالحياة ستكشف لك مخاوفك الدفينة، ومن ضمنها كل الأماكن، التي بعدت فيها عن ذاتك لتأخذك بالارتقاء من (وعي الضحية) إلى (مرحلة التحدي) فيظل مسبب الإحساس بالخارج لكنك لن تسمح لأحد أن يحط من عزيمتك وستتحدى بذلك كل الصعاب، ولكنها لن تكون كافية بعد ذلك فترتقي (لمرحلة المنظور)، بحيث يبقى هنا المسبب للإحساس بالخارج ولكن ستستطيع تغييره باستعمال (قوة المنظور)، فإن خسرت يومًا شيئًا ما ستغير منظورك عن الخسارة، ويصبح ما خسرته فرصة للتعلم والتطور والارتقاء.
@hananco91