جهود المملكةوأشادت الأستاذ المشارك في اللغويات التطبيقية عميد معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها في جامعة الأميرة نورة، بدرية براك العنزي، بجهود المملكة في تعليم العربية، قائلة: نحن أبناء اللغة العربية نعتز بلغتنا هويتنا وعربيتنا وتاريخنا وثقافتنا، وقد استشعرت المملكة أهمية هذه اللغة وجعلتها هدفا واضحا وصريحا من أهداف رؤية 2030، ونصه «تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية على المستوى الأول، وتعزيز الهوية الوطنية على المستوى الثاني، وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني، والمحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني، والتعريف به والعناية باللغة العربية على المستوى الثالث، إذ تزعمت إطلاق عدد من البرامج والمشروعات والمبادرات، التي تدعم العربية.
مبادرات عالميةوأضافت: لعل أهم هذه المشروعات إطلاق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يندرج تحته العديد من المبادرات مثل «السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي والمدونات اللغوية المحوسبة والمعجم العربي المعاصر الحديث وتعليم العربية لغير الناطقين بها»، وقد أطلقت برامجه في الربع الأخير من هذا العام، ومركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية دوليا وعالميا، ونشاطه جلي للجميع، ومن أنشطته الدولية: افتتاح مركز الاستعراب في أذربيجان ومركز الأمير سلطان للغة العربية في موسكو، وتقديم الدعم لأقسام اللغة العربية في أوغندا والسنغال، وتنظيم عدد من البرامج العربية في الصين وفرنسا وإندونيسيا وماليزيا، ومعرض الخط العربي الافتراضي، الذي سيكون أكبر معرض للخط العربي في العالم، ومعرض الرياض الدولي الذي يقام كل عام، والهيئات التخصصية، وعلى رأسها: هيئة الأدب والنشر والترجمة، والمجلة العربية، وما يتصل بذلك من تعزيز الحضور الثقافي الدولي، وتعميق الاهتمام بلغتنا العربية وجمالياتها المتنوعة في التشكيل والخط وغيرها، مع مساندة جهود الوزارات والمؤسسات السعودية المختلفة في دعم أي نشاط يخدم لغتنا وثقافتنا العربية، بالإضافة إلى تأسيس المكتبات والجمعيات وافتتاح كليات ومراكز ومعاهد تعليم اللغة العربية في الداخل والخارج وغيرها.
الناطقون بغيرهاوتابعت: كما اهتمت المملكة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إذ تستقبل المملكة في كل عام المتعلمين من غير العرب الوافدين ضمن برنامج المنح المقدمة من حكومة المملكة للمتعلمين، وذلك للالتحاق بالجامعات السعودية من المقيمين داخل المملكة، أو من خارجها، وهي المنح المخصصة للطلاب من جميع الدول خارج المملكة، التي ترتبط معها بالعلاقات الأخوية والثقافية المبنية على الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل. ويعد معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن نموذجا يمثل الدور الرائد للمملكة في خدمة اللغة والثقافة العربية ونشرها في جميع أنحاء العالم، إذ يعد أول معهد نسائي لتعليم العربية في العالم، ويمثل واجهة حضارية للمملكة، إذ تشكل فئة الطالبات تنوعا ثقافيا هائلا نتيجة التنوع الجغرافي، إذ يضم جنسيات متعددة تتوزع ما بين دول آسيا وأفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى أمريكا الشمالية، وهذا التنوع جعل من المعهد محفلا ثقافيا يزخر بالكثير من ثقافات العالم المتنوعة.
سمات فريدةوقال أستاذ النحو والصرف في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، واتحاد المجامع اللغوية العربية سابقا، د. أحمد بن عبدالله السالم: اليوم العالمي للغة العربية يؤكد عظمة هذه اللغة الخالدة بخلود كتاب المتحدثين بها «القرآن الكريم»، هذه اللغة التي أصبحت لغة عالمية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة، والاحتفاء بهذا اليوم لتكريس مفاخر هذه اللغة العظيمة، وما تتميز به عن باقي اللغات بسمات فريدة، وهذا ما جعلها تنتشر انتشارا كبيرا في دول العالم، وهذا من المبشرات، والدليل على ذلك قيام بعض الدول العظمى بأرشفة أنظمتها وحضارتها بالعربية، ولعل من المفرح جدا جعلها في كوريا الجنوبية اللغة الثانية، وهو ما يعني أنها تدرس في المدارس والجامعات، وإن من الأدلة على شيوعها في العالم أنها أصبحت في المرتبة الخامسة عالميا بعدما كانت قبل خمس سنوات فقط في المرتبة السادسة، وستتقدم بالتأكيد بفضل ما فيها من مقومات لهذا لغة الاشتقاق والمترادفات وقابلية استيعاب مصطلحات الحضارة والعلوم والمخترعات بكل أنواعها.
مراكز ومجامعوأضاف: للمملكة جهود كبيرة في نشر هذه اللغة، وافتتاح أقسام تعليم علوم العربية في جامعات العالم ومعاهده واهتمام ملحقياتها الثقافية بهذا الجانب، ولعل لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة العربية، الذي انضم مؤخرا إلى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يأتي ضمن جهود المملكة في خدمة لغة القرآن الكريم، حتى جاء إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي، الذي يعد تاجا لهذه الجهود ومؤشرا كبيرا على كبير جهود الدولة المباركة لخدمتها، هذا بالإضافة إلى وجود بعض الجهود المباركة من خلال وجود المجمع الافتراضي في مكة المكرمة، كل هذه الجهود تضاف إلى سابقاتها من إنشاء الكليات والمعاهد للناطقين بغيرها في بعض جامعات المملكة، وكذلك ما تقوم به الأندية الأدبية، التي يعد الاهتمام باللغة العربية ضمن رسالتها، التي أنشئت لأدائها، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالترجمة من العربية وإليها في سائر العلوم والحضارات.
اللغة حققت في العهد السعودي الزاهر ما لم تحققه من قبل
عالمية العربية مرتبطة بالقرآن والحديث وحضارة الإسلام
الاحتفاء بعالمي العربية يكرس عظمتها وتميزها على اللغات
مجمع الملك سلمان العالمي توج الجهود المباركة للمملكة