جرعة منشطة
ومع دخول فصل الشتاء، بدأت الوزارة، عبر جميع مراكز اللقاحات، استقبال أفراد المجتمع للحصول على الجرعة المنشطة، وذلك بعد تخفيض مدة الانتظار من 6 أشهر لـ3 أشهر من الحصول على الجرعة الثانية، وذلك عبر تطبيق حجز موعد من خلال تطبيق «توكلنا»، وتم توجيه المعنيين في مراكز اللقاحات بقبول كل من لديه حجز وأكمل 3 أشهر بعد الجرعة الثانية، لكل الفئات لمن هم فوق 18 سنة.
خطوة مهمة
وأوضح مختصون لـ «اليوم» أن تقليص المدة لـ 3 أشهر تستهدف مواجهة متحور «أوميكرون»، الذي أثبتت الدراسات أن الحاصلين على الجرعة المعززة أقل تأثرًا به، مشيرين إلى أنها تعد خطوة مهمة في تحصين أفراد المجتمع؛ للحد من خطورة انتشار الإصابات المتزايدة.
وأوضحوا أن تفشي متحور «أوميكرون» في بعض الدول، يعود إلى تراخيهم، وتحايل بعضهم بإثبات تلقيهم للقاح بطرق غير قانونية ولا أخلاقية، ما أدى إلى تفشي المتحور، المعروف بسرعة الانتقال مقارنة بسابقيه.
تأثير أقل
وقالت استشاري الباطنة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى د. فاطمة الشهراني: اتضح من خلال بعض الدراسات أن الحاصلين على الجرعة المعززة يكونون أقل تأثرًا بالمتحور الجديد، لذلك بدأت الوزارة فتح المواعيد لمن حصلوا على الجرعة الثانية، والحصول على موعد للحصول على الجرعة المعززة.
تزايد ملحوظ
وأكد طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض د. عليان آل عليان، أن التزايد الملحوظ في أعداد الحالات المصابة والانتشار السريع لمتحور «أوميكرون» في الفترة الأخيرة، وبشكل كبير في جميع أنحاء العالم، أدى إلى إقفال بعض الدول وتصنيفها إلى دول عالية الخطورة.
استجابة سريعة
وأضاف: هذا المتحور ألقى بظلاله على طريقة التعامل مع هذا الفيروس، خاصة في أهمية تعزيز اللقاحات لدى أفراد المجتمع، وفيه استجابة سريعة لوزارة الصحة لهذه المستجدات، وأن الوزارة سارعت بتغيير إستراتيجيتها بخصوص الجرعة التنشيطية والمسارعة بتسهيل الحصول عليها.
أعراض بسيطة
وأوضحت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات أن هذا القرار جاء في التوقيت الصائب، خاصة بعد رصد متحور «أوميكرون» حتى الآن في 89 دولة، ومن المحتمل أن يكون السائد بعد «دلتا»، وتشير بعض الدراسات إلى أن 60 % من المصابين، تلقوا جرعتين، ولم يعانوا سوى من أعراض بسيطة، وأثبتت الدراسات زيادة فاعلية اللقاح لدى متلقي الجرعة المعززة، ضد المحور الجديد.
جرعة ضرورية
وذكرت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن د. عائشة العصيل أن للجرعة الثالثة المعززة دورا فعالا وزيادة مقاومة الفيروس بـ25 مرة، مقارنة بالجرعتين، وأن الدراسات أثبتت أن خطر الإصابة بـ«أوميكرون»، أعلى بـ5.4 مرات من متحور «دلتا»، لذلك أصبحت الجرعة الثالثة الآن ضرورة؛ للحفاظ على مستوى المناعة.
ظاهرة معروفة
وقالت الأستاذ المساعد، استشاري طب الأسرة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. ملاك الشمري: إن ظهور متحورات جديدة بشكل دوري للأوبئة الفيروسية، ظاهرة معروفة، خاصة للفيروسات الذكية التي تشكل خطرا وبائيا في العالم، والتي تظهر بشكل دوري، ومن ذلك ظهور متحورات جديدة لـ«كورونا»، ومنها «أوميكرون»، والذي أشيع عنه أنه سريع التفشي، وقد يسبب أعراضا أكثر خطورة، تصل إلى حد الوفاة.
تدابير وقائية
وبينت أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيقها بدقة عالية، قد يسهمان في تقليل انتشار الفيروس.
جرعة تنشيطية
من جهتها، قالت أخصائية علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي د. حنان الدعيلج: لوحظ أن غالبية الدول التي حصلت فيها وفيات نتيجة المتحور الجديد «أوميكرون» كانت بسبب التهاون في التحصين باللقاح، وتحايل بعض غير المحصنين لإثبات تلقيهم اللقاح بشكل غير قانوني.
معدل الوفيات
من ناحيته، أكد استشاري الطب الباطني والمستشفيات د. علي بالحارث أن معدل الوفيات لا يزال منخفضا «54 وفاة من 27000 إصابة» بالمتحور، وأن قمة المنحنى الوبائي ستكون أسرع، وذلك لأنه أسرع انتشارا، متوقعا أن تكون ذروة الإصابات في الأسبوعين إلى الأربعة أسابيع المقبلة بالنسبة إلى جنوب أفريقيا.
مناعة مجتمعية
وأضاف: لا يبدو «أوميكرون» مسببا للمرض الشديد، وقد يكون ذلك بسبب المناعة المجتمعية والتطعيم، لكن قد لا يقل ضراوة عن المتغيرات الأخرى، ونسبة الحماية التي يوفرها التطعيم ضد الإصابة بعدوى أوميكرون 33 % مقارنة بـ 80 % لمتحور دلتا، وهذا يشكل انخفاضا شديدا في فعالية التطعيم ضد الحماية من الإصابة، فيما تصل نسبة الحماية التي يوفرها التطعيم ضد المرض الشديد والدخول إلى المستشفى لعدوى أوميكرون 70 %، مقارنة بـ93 % لعدوى متحور «دلتا» وهذا يشكل انخفاضا في الحماية.
أجسام مضادة
وبيَّن أن خطر الإصابة مرة أخرى بمتحور «أوميكرون» أعلى بكثير مقارنة بالمتغيرات الأخرى، وأن هناك زيادة في نسبة خطر الإصابة مرة أخرى بالعدوى بمرور الوقت، وذلك لقلة الأجسام المضادة بمرور ستة أشهر بعد التطعيم أو العدوى السابقة.
