@1_saad
خلق الله الإنسان وأودع فيه الأخلاق والصفات، التي يكون بها للعيش في هذه الحياة والخوض في معتركها مع أبناء جلدته من البشر، ومن هذه الأخلاق ما يكون غرائزيا كالغضب والخوف والحياء والحب ومنها ما يكون مكتسبا كالكرم والورع والمروءة والشح والبخل، التي قد يكون بعضها متوارثة بالجينات من الأجداد ولكن في هذا العصر المتسارع ومع انتشار التطبيقات البرامجية العديدة، التي يغلب عليها الطابع المادي فقد ضعف الجانب الأخلاقي في بعض من مستخدميها، فقد تجد أحدهم يضرب بقيمه ومبادئه وأخلاقه التي لا تقدر بثمن عرض الحائط مقابل أن يأخذ حفنة من الريالات، التي تدر بها عليه تلك التطبيقات الهدامة. إن معرفة الإنسان لنفسه وقيمته هي الأصل في هذه الحياة بعد الدين طبعا وأجمل ما قد يملكه الإنسان منذ أن خلق أن يكون ذا قيمة ومبدأ، ويندرج تحت القيمة الصفات القويمة، التي تظهر على شخصية الإنسان من مروءة وحياء وأدب وما إلى ذلك، والحفاظ على الصفات الحميدة وصقلها أمر ليس بالهين وواجب لا بد أن ينشأ مع الطفل بالأفعال من قبل الكبار، فتأثير هؤلاء المستخدمين سيعود بالسلب على النشء الجديد فتجد الطفل يشاهد ويتابع أفعال بعض مَن جعل من قيمته لا شيء فيحدث لعقله تبني لا إرادي لأفعالهم، وذلك بسبب مشاهدته المتكررة لهم فيجعلهم أيقونة مقدسة يقلد أفعالها وقدوة حسنة يتحدث بأفكارها، وهذا أمر محزن ومريب يجب التصدي له ومحاربته بالضد، ولذا من الواجب حذف كل ما يتعلق بأصحاب تلك التطبيقات في سلة المهملات والنجاة بالجيل، الذي قد يذهب في مهب الريح تائها، فهدم القيمة لدى الآخر أشبه بخطف روحه من جسده وجعله متخبطا بقية حياته دون حياة!
وكما أن هذه التطبيقات لها مساوئ، فإن الجانب الإيجابي لا بد أن يكون له وجود والبحث عنه مناط بالمقام الأول للأسرة، التي يجب عليها أن تفتح عيني أبنائها على ذلك الجانب وتفعل الرقابة الفورية على تلك الأجهزة الذكية المليئة بتلك التطبيقات المخيفة، وكذلك فإن دور المدرسة يجب علينا ألا نغفله فقد تكون لها مساهمة فعالة في تعزيز الجانب الأخلاقي والقيمي لدى الطالب كإقامة الملتقيات وورش العمل وغيرها، ولا بأس في أن تتشارك المدرسة مع المجتمع بتوضيح ما قد يكون للتطبيقات الحديثة من أثر سلبي وأثر إيجابي.
@1_saad
@1_saad