وعن أهمية الصحة النفسية لذوي الإعاقة، فهي تساعدهم على فهم الذات والتعرف على حاجاتها، القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، وتحقق لك الانتماء والمنافع المتبادلة في محيطك ومجتمعك، وتكوين علاقات جيدة مع الآخرين، فعندما يتمتع الأشخاص ذوو الإعاقة بالصحة النفسية الجيدة والمستقرة نسبيا، فإن حياتهم تكون خالية من التوتر والاضطرابات والصراعات المستمرة، ليشعروا عندها بالرضا والسعادة مع النفس، فهي تخفف عليهم ظروف الإعاقة عبر مراحلهم العمرية، وتقدر نسبة إصابة ذوي الإعاقة باضطراب نفسي بـ 5 % من الاكتئاب، 2.6 % القلق العام، 1.3 % الفصام و0.3 % ثنائي قطب و0.5 % اضطرابات الشخصية.
وقدمت المجلة نصائح للتغلب على التأثيرات النفسية للإعاقة البدنية، وهي: مواجهة المشاعر لأن إنكار مشاعر الحزن يزيد الوضع سوءا، وعدم الشعور بالخجل في حال عدم استطاعة تنفيذ بعض أنواع التمارين، وتقبل الواقع والتعايش معه، والاستعانة بأفراد العائلة شريطة عدم الاعتماد عليهم كليا، وبالمثابرة والإصرار يمكن إنجاز ما يعجز الغير عن إنجازه.
وعن دور البيئة التعليمية في تشكيل الصحة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة، فلا بد من التقبل المؤسسي لهم، والتهيئة النفسية والاجتماعية قبل إلحاقهم بالمؤسسات التعليمية، ويمكن للمعلمين وغيرهم من منسوبي المؤسسة التعليمية وضع البرامج المعززة للهوية والعلاقات الاجتماعية والشعور بالانتماء، ومراعاة أنهم قد يحتاجون إلى تكييف المناهج الدراسية والتقييم وغيرها وفق اللوائح والتنظيمات المخطط لها من الجهات ذات الاختصاص.
ومن مزايا الاندماج للأشخاص ذوي الإعاقة: مساعدتهم على بناء المهارات الحياتية العملية التي تؤدي إلى تعزيز الاستقلالية، وفتح الطرق للأشخاص من ذوي الإعاقة الذين يشعرون بالعزلة وأنهم مرغوب فيهم، كما أن مظاهر اضطراب الصحة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة لا تختلف في حقيقة الأمر عن الآخرين، ويجب علينا كآباء ومربين أن نراعي خصائصهم التي قد تعيق استثمار هذه الفترة المبكرة من حياتهم.