@salemalyami
لا أحد مخلد في هذه الدنيا، الكل سيموت السفير، والوزير، والغفير، الجيد، والسيئ هذا شيء مؤكد ويعرفه القاصي والداني، ولكن تبقى وفاة ما سمي بسفير الجمهورية الإسلامية في إيران لدى العصابة الحوثية في صنعاء حسن إيرلو سؤال، وقصة، تتوالد وتنتج مزيدا من القصص، والحكايات، حسن إيرلو دخل صنعاء سراً مختبئا عبر طائرات أممية نقلته إلى اليمن، وسلم أوراق اعتماده سفيراً لبلاده إلى ما يسمى برئيس المجلس السيادي في صنعاء، في هذه الخطوة قدمت إيران نفسها داعمة، ومساندة للانقلاب، والانقلابيين في اليمن واختار أن تجدف عكس التيار الدولي العام، الذي يعترف بالحكومة الشرعية عبر قرارات دولية تثبت الشرعية، وتؤكد صولة واغتصاب السلطة من قبل الجماعة الحوثية، في أكتوبر من العام 2020م وصل الرجل إلى صنعاء، وفي الحقيقة كانت هناك مهمة معلنة، وهي أنه يقوم بدور السفير، أي ممثل دبلوماسي لبلاده عند الجماعة العصابية الحوثية، ولكن حقيقة الأمر أن الرجل جاء لإدارة المعركة ضد اليمنيين، وضد أمن واستقرار المنطقة، حيث إن الرجل من كوادر الحرس الثوري، أي الميليشيا الكبيرة التي تقود وتحكم إيران، وكانت هناك مجموعة من السواتر، التي أطلقت لكي تظلل الرأي العام منها أن الرجل أكاديمي وله عضوية في جامعة تسمى جامعة وزارة الخارجية الإيرانية! علاوة على وصفه بأنه دبلوماسي، وله تجربة في العمل الدبلوماسي، وهذا أمر حوله كثير من الشكوك.
حسن إيرلو الذي تتحدث تقارير كثيرة جلها من إنتاج يمني ويعرف طبيعة المطبخ الحوثي وطريقة إدارته، كان الحاكم العسكري لصنعاء، وجل مساعديه من كوادر حزب الله اللبناني، وأن الرجل كان يدير معركة الجماعة الحوثية ضد اليمنيين، وضد أمن واستقرار المنطقة، تقارير متأخرة تقول إن الرجل خلال العشرة أشهر الأخيرة راهن على سقوط مدينة مأرب، لأبعادها الجغرافية، والإستراتيجية، والاقتصادية، ولكن رهان الرجل، ومَن وراءه الجماعة العصابية الحوثية ذهب أدراج الرياح، كما يُقال. التحالف في تعاطيه في الفترة الأخيرة الحازم مع الاعتداءات الحوثية المتكررة على المدن والمناطق اليمنية، وصل لقناعة أن لا فائدة من التساهل مع هذه العصابة، التي تستغل المنشآت المدنية كمنشآت عسكرية، ونقلت بعض الأخبار أن السفير والقائد العسكري، كان يقود واحدة من المعارك عندما أصيب في إحدى غارات التحالف، وطلبت بلاده عبر وساطة عُمانية، عراقية إخراجه من مطار صنعاء. خروج إيرلو بهذه الطريقة الغامضة أثار الحكايات حول حقيقة ما حدث للرجل، كما يقال: إنه مصاب في غارة للتحالف مع قادة ميدانيين آخرين، أو كما زعمت بلاده أنه أخرج من صنعاء لأن داء كورونا حل به، ولا سبيل لعلاجه هناك؟ أم كما تقول روايات أخرى أن الرجل مات جراء طعنة بخنجر يمني من قبل أحد حراسه أو مرافقيه من اليمنيين تردد أن أشقاء الفاعل الثلاثة قضوا نحبهم في معارك مأرب، التي تكبدت الجماعة الحوثية فيها خسائر بشرية عالية، وهذه إستراتيجية إيرانية تركز على تكثيف الحشود المهاجمة بغية إرهاب الخصم بغض النظر عن حجم الخسائر، التي يتكبدها الطرف المهاجم. حسن إيرلو غادر صنعاء السبت وأعلنت وفاته الثلاثاء 21 ديسمبر 2021م وكأن لم يمر مَن هناك.
@salemalyami
@salemalyami