حديثي عن الوظائف الحكومية ولا علاقة له بالقطاع الخاص أو الشركات الحكومية، نعلم جميعا أن الموظف يقضي سبع ساعات يوميا في الدوام من 7.30 إلى 2.30، وعندما يذهب إلى بيته يكون مرهقا تماما وليس بمقدوره مزاولة أي عمل آخر، وأغلب الناس يتماسك لصلاة العصر وينام بعدها إلى المغرب أو بعده بقليل، وهنا نستطيع القول إن اليوم انتهى ولا يمكن مزاولة أي نشاط أو عمل آخر لمن لديه الرغبة في ذلك، ويقتصر نشاط الكثير على الذهاب للأصدقاء أو الاستراحات لقضاء بقية الليل بحكم أن اليوم انتهى ولا يمكن حتى التفكير في أي عمل إضافي، وهنا نستطيع القول إن وقت الدوام الحكومي بوضعه الحالي عائق للجميع - بحكم أن الغالبية العظمى موظفون حكوميون- عن مزاولة الأعمال الحرة وافتتاح أنشطة صغيرة مثل محل أو بقالة أو سوبر ماركت وغيره من الأنشطة التي تديرها العمالة وتحقق مبالغ مالية كبيرة تتجاوز راتب الوظيفة بكثير.
دائما نتحدث عن ضرورة توجه المواطنين للأعمال الحرة وعدم الاعتماد على الوظيفة وهذا شيء جيد ولكن وقت الدوام الحالي بالنسبة للموظف لا يساعد على ذلك، ولكن في حال تم تقليص وقت العمل إلى خمس ساعات يوميا تبدأ من 7.30 إلى 12.30 أو من 8.30 إلى 1.30 سيساعد ذلك الموظف على الذهاب إلى بيته وأخذ قيلولة إلى العصر ومن ثم بعدها يصبح لديه الوقت الكافي لمزاولة أي نشاط والتفكير في أعمال يقوم بها تساعده على تحسين وضعه وربما تغنيه عن الوظيفة، المشكلة أن الكثير لم يبدأ بالبحث والاكتشاف في مزايا الأعمال الحرة بحكم أن طول وقت الدوام الحالي لا يساعد ولكن بهذا التعديل في وقت العمل نساعد الجميع على البحث والعمل ومن ثم الاستغناء عن الوظيفة.. سأضرب مثلا في البطحاء التي تعتبر أهم سوق تجاري في المنطقة الوسطى أغلب المحلات تديرها عمالة وتدر عليهم مبالغ هائلة، لو توجه لها السعوديون.. هل سيستمر في الوظيفة؟ وغيرها الكثير من الأسواق والأنشطة.
ربما يقول البعض إن خمس ساعات قليلة، لا أتفق مع هذا الرأي لأن أغلب الوظائف الحكومية يذهب ثلث الوقت في السواليف ومناقشة أمور خارجة عن إطار العمل، كما أن تجربة دوام رمضان التي نطبقها سنويا - خمس ساعات - وما تحقق خلالها من إنجاز تؤكد أن هذه المدة مناسبة جدا.
@almarshad_1