[email protected]
يتذكر معظمنا في دول الخليج العربي مأساة «الطبعة»، التي حدثت عام 1923م وتحديدا في الساحل الشرقي للجزيرة العربية إبان موسم الغوص بحثا عن اللؤلؤ الطبيعي في أعماق البحر، حيث هبت في تلك السنة موجات عاتية من الرياح لم يعهدها البحارة من قبل مصحوبة بأمطار غزيرة أدت إلى غرق 80 بالمائة من السفن والمراكب الموجودة في عرض البحر إبان تلك الحادثة مات فيها 5000 شخص وهي سفن ومراكب من قطر والكويت والبحرين والسعودية وعُمان، وتعد أسوأ كارثة غير مشهودة في تاريخ تجارة البحث عن اللؤلؤ، حيث هبت عاصفة شديدة بعد منتصف ليلة الطبعة مصحوبة بأمطار غزيرة فتلاطمت الأمواج وأدت إلى حدوث تلك الكارثة، التي لم ينج منها إلا عدد قليل من البحارة.
وفي ظل ما تشهده دول العالم اليوم بما فيها دول الخليج العربي من انحسار تدريجي لجائحة كورونا المستجد وبداية عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه، فإن الأجيال القادمة، التي لم تشهد تلك الجائحة العاتية، والتي هلك فيها مَن هلك، ونجا منها مَن نجا، سوف تتذكر أيام كورونا كما نتذكر نحن اليوم «سنة الطبعة» التي حدثت بكل تفاصيلها وجزئياتها في مياه خليجنا العربي، ونتذكر في الوقت ذاته اجتياح سلسلة من الأوبئة الخطيرة، التي مرت بكل فظائعها على دول العالم كوباء الكوليرا وشلل الأطفال والطاعون والجدري، ويقال إن الكارثة القادمة، التي يحاول العلماء والمهتمون بالبيئة تفاديها قبل وقوعها هي ما يتعلق بالاحتباس الحراري، التي ستكون من أصعب وأخطر الكوارث، التي لم تشهدها البشرية طيلة تاريخها.
[email protected]
[email protected]