واعتاد الناس في القدم أن يهيئوا لباسا للرأس في مثل هذه الأيام الباردة من السنة لباسا للرؤوس، لصغار السن يسمونه «قُبَع». وغرضه الوقاية من البرد، وكان يُصنع يدويّا، والبعض منه مُطرّز.
وكان الطفل يكره لبسه ويتردد في قبوله. لأن عند الصغار عرفاً أن من يلبسه يفتقر إلى الخشونة وشدّة الرجال.
والقبْع: لغة تغطية الرأس (لسان العرب). وقَبَعَ رأْسَه يَقْبَعُه: أَدخله هناك.
أظن أن هذا اللباس الرأسي الذي ضمن تغطية الأذنين، مع حبل يُربط حول الرقبة، جاء من كلمة (كاب) cap الإنجليزية، التي جاءت من اللاتينية cappa. وأعطتها اللغة العربية مفردة (قبعة) ثم تحولت باللغة الدارجة المحكية إلى(قبع).
ومن وسائل تجنب البرد استعملوا (الشال) وهو نسيج من القطن أو الصوف أو الحرير. والمفارقة أن المادة الجيدة تأتي من كشمير وتصنع في أوروبا ويرد منه إلى البلاد الشرقية مقادير وافرة. والكلمة أيضا مُعرّبة أو مستعارة من كلمة (شاول) Shawl الإنجليزية، أو Chale الفرنسية. وكذلك الشماغ فهو تركي مُعرّب (يشماك) وهي كلمة تركية تعني حجاب المرأة المسلمة، في الأصل، وتحوّلت المفردة إلى الشماغ المعروف. ولا توجد للكلمة أصل في الفصيح.
وحتى الآن حديثنا عن غطاء الرأس. ولو تحوّلنا إلى تدفئة القدم ففي تراثنا راج في السابق حذاء محلّي الصنع، اسمه (زرابيل).
(الزرابيل) هي ما يلبس في الرجل الجوارب، وتصنع (الزرابيل) من الخيوط المغزولة من شعر وصوف الماشية، ثم تُخرز إلى جلد، وتكون بمقاسات مختلفة للرجال والنساء والأطفال، وتلبس أيام الصيف للوقاية من الحر أثناء السير على الرمال الحارقة، وتلبس في الشتاء للوقاية من برودة الجو، وقد جاءت هذه التسمية من لفظة «سرابيل» بمعنى اللباس كالقميص أو ما يتخذ للحماية والوقاية من حر أو برد أو غيره من المحذورات، التي جاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: «وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم» (سورة النحل) آية 81.
@A_Althukair