ويقول النائب السابق سعيد على الدعوى المرفوعة عليه من الميليشيا: «من يحرض طائفيا هو «حزب الله» الذي يحاول أن يستفز المشاعر الدينية ومن خلالها النتائج السياسية، وهو يولد النعرات»، لافتا إلى أن «ما يزعج «حزب الله» هو عكس الاستنفار الطائفي؛ هو الاستنفار الوطني وهذا ما أسعى إلى الحصول عليه».
ويكشف سعيد أن ما يخاف منه «ليس حكم القضاء، ولكن هو الانكشاف الأمني الذي موجود فيه لبنان اليوم»، معلنا أن ما يخشاه «هو الاغتيال الجسدي»، ويوضح أن «دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تقف في وجه الهيمنة الإيرانية على المنطقة التي «حزب الله» هو من أدواتها»، لافتا إلى أن «هذا الموضوع له جمهور عريض في لبنان».
ويشير سعيد إلى أنه «إذا نجحت القوى السياسية في إسقاط ميشال عون يعني أنها نجحت في تسجيل نقطة حقيقية في وجه الاحتلال الإيراني»، مشددا على أن «المسؤول عن الهيمنة الإيرانية على لبنان هم حلفاء إيران في لبنان وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر».. فإلى نص الحوار:
دعوى قضائية
أنت متهم بإثارة النعرات الطائفية والتحريض على القتل، إلى هذا الحد مواقفك وتصريحاتك تزعج «حزب الله»؟
ـ هذا الاتهام مرفوض وباطل، لبنان بلد صغير والكل يعلم تاريخ الكل، والذين يعملون في السياسة هم مكشوفون أمام الرأي العام، وبالتالي كنت أمينا عاما للقاء 14 آذار، الذي هو لقاء وطني عابر للطوائف وليس لقاء فئويا أو طائفيا، وبالتالي لا يمكن اتهام الأشخاص الذين بهذا الموقع بالتحريض الطائفي.
من يحرض طائفيا هو «حزب الله» الذي يحاول أن يستفز المشاعر الدينية ومن خلالها النتائج السياسية، وهو يولد النعرات وكل مرة يتكلم من 7 آيار/ مايو 2008 حتى اليوم، الكلام هو كلام واضح باتجاه التحريض الطائفي، يصف أحداثا دموية أنها نهار مجيد، ويعتبر من قتل رفيق الحريري هم قديسون، ويقول إنه يحكم لبنان ومن لا يعجبه حكمه للبنان فليجد حلولا، وبالتالي هو الذي يحرض طائفيا وكلامه مرفوض، لو كنت فقط شخصية مسيحية بمعنى أن ليس لها علاقة بالشخصيات المسلمة لم أزعج «حزب الله»، ما يزعجه هو الحالة الوطنية، وأن يكون هناك صدى لهذا الكلام على مساحة كل لبنان، وما يزعج «حزب الله» هو عكس الاستنفار الطائفي، هو الاستنفار الوطني، وهذا ما أسعى إلى الحصول عليه.
تهمة التحريض
ما يدعو إلى السخرية هو إلصاق تهمة التحريض على الحرب الأهلية بك، في حين أن نصرالله سبق وهدد جميع اللبنانيين بجنوده وأسلحته، ما قولك في ذلك؟
ـ يمتلك «حزب الله» 150 ألف صاروخ منتشرين على الأراضي اللبناني، ويقول إنه يمتلك 100 ألف مقاتل، بينما أنا لا أمتلك أي جهاز أمني أو عسكري ولا حتى أي حزب، وبالتالي فالكلام مرفوض.
دعوى سياسية
يبدو واضحا أن الدعوى بحقك سياسية وليست قضائية، ما المجرى الذي ستسلكه؟
ـ يتوجب على القضاء اللبناني الذي هو تحت امتحان اليوم أن يقود هذه العملية بكل مهنية وبأخلاقية مهنية، بمعنى ألا يخضع إلى ضغوط «حزب الله»، ما هو واضح أن الحزب اختار هذا الطريق من أجل ذر الرماد في العيون ومن أجل أن يختبئ وراء الإجراءات القضائية في حال تعرضت إلى أي محاولة اغتيال، ما أخافه اليوم ليس من حكم القضاء ولكن هو الانكشاف الأمني الموجود فيه لبنان اليوم.
الاغتيال يلاحق
لجوء «حزب الله» إلى القضاء هل تعتقد أنه دليل على ضعف قوته وانكشاف دوره الإرهابي؟
ـ إنه التفاف على الأحداث، بمعنى أنه يتقدم بشكوى قضائية من أجل أن يخفي عملا أمنيا ما.
من ماذا تخشى؟
ـ أخشى من اغتيال سياسي.
هل تخشى الاغتيال السياسي؟
ـ أخشى الاغتيال الجسدي.
هل من معلومات أمنية وصلتك في هذا الاتجاه؟
ـ المعلومات الأمنية تشير إلى وضوح الموضوع، أي ما قام به «حزب الله» حتى هذه اللحظة يشير إلى أنه يعمل في السياسة بـ»البذلة المنقطة» وبالتالي هو قادر على قلب الأوضاع على مستوى العنف وإدخال لبنان بالعنف.
دور إرهابي
كيف تصف أداء «حزب الله» الإرهابي اليوم، بعد سوريا والعراق واليمن؟
ـ هناك بروز لقدرة خارجية تمثلت البارحة في البيان المشترك لقمة مجلس التعاون الخليجي الذين اجتمعوا في الرياض، هذه القدرة تقف في وجه الهيمنة الإيرانية على المنطقة التي «حزب الله» هو من أدواتها، وهذا الموضوع له جمهور عريض في لبنان يؤيد هذا البيان وهذا الاتجاه وسوف نرعاه.
صورة لبنان
توالي الإخفاقات من جانب الدولة اللبنانية وتمكن «حزب الله» من تشويه صورة لبنان، ما مسار حل الأزمة السعودية ـ اللبنانية؟
ـ هو عودة لبنان إلى النصوص المرجعية، كالدستور واتفاق الطائف والقرارات الشرعية العربية والدولية، وهذا واجب على اللبنانيين وليس على الإخوة العرب.
إجراءات جزئية
هل تعتقد أن التعهدات التي قدمتها الدولة اللبنانية كافية؟
ـ قام وزير الداخلية اللبناني بإجراء بمطالبة المعارضة البحرينية التي نظمت مؤتمرا صحافيا في بيروت بمغادرة العاصمة، هل هذا يكفي؟ هذه إجراءات جزئية، ما هو مطلوب تنفيذ الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية اللبنانية، إضافة إلى إبراز تيار لبناني يطالب بهذه الأمانة، حتى هذه اللحظة، ونحن على أبواب انتخابات من يتحضر للانتخابات هو يتحضر من أجل تحديد حجمه داخل هذه الانتخابات، بينما المطلوب هو تحديد الحجم الاستقلالي في مواجهة «حزب الله».
عهد عون
هل بانتهاء عهد ميشال عون يتضاءل نفوذ «حزب الله»، أم نحن أمام مخاض عسير لولادة رئاسة جديدة؟
ـ نحن أمام إعادة تحديد موازين قوى في المنطقة نتيجة تمادي النفوذ الإيراني والهيمنة الإيرانية على المنطقة، وبالتالي سقوط ميشال عون أو نهاية عهد ميشال عون لن يؤدي إلى انفراج، ما هو مطلوب هو إسقاط ميشال عون، إذا نجحت القوى السياسية في إسقاط ميشال عون، وليس هنالك من قوى سياسية فاعلة تطالب بذلك، إذا نجحت في إسقاط ميشال عون يعني أنها نجحت في تسجيل نقطة حقيقية في وجه الاحتلال الإيراني. إما أن ينتهي عهد ميشال عون وأن يأتي ميشال عون آخر وفق موازين القوى الحالية، لم نكن قد فعلنا شيئا حقيقيا.
وحدة داخلية
هل سيشهد لبنان مرحلة تعطيلية بعد انتهاء عهد ميشال عون؟
ـ لا أعتقد أنه سينتخب رئيسا وفقا لمصالح إيران.
شعار وطني
«لا للاحتلال الإيراني» بات شعارا وطنيا في لبنان، متى سينتهي هذا الاحتلال؟
ـ عندما تتكون وحدة داخلية ترفع معا لا للاحتلال الإيراني، موضوع رفع الاحتلال لم أسمعه من الأطراف السياسية الوازنة، الجميع لا يزال في غرفة الانتظار حتى تتقشع الأمور في المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية، لا أحد يريد أن يخرج من غرفة الانتظار ويذهب في مواجهة إيران في لبنان بشكل واضح.
حلفاء في لبنان
أنت اليوم تحمل لواء رفض الخضوع لهيمنة إيران ومعك كثر في هذا المسار، لبنان اليوم يدفع ثمن هذه الهيمنة، من المسؤول عنها؟
ـ المسؤول هم حلفاء إيران في لبنان وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، وأنا أنتمي إلى مجموعة تمثل أقلية في لبنان تتكلم بهذا الاتجاه، بينما غالبية القوى السياسية اللبنانية تذهب باتجاه مهادنة إيران في لبنان.
خضوع السلطة
ماذا تقول في خضوع السلطة اللبنانية بالكامل لسيطرة «حزب الله»؟
ـ السلطة اللبنانية قامت على قاعدة الاتفاق مع «حزب الله»، يعطي هذه السلطة إمكانية أن تجد نفسها، وهذه السلطة تؤمن شرعية لهذا الحزب وبالتالي هذه المقايضة قائمة وناجحة.