ما حققه القطاع الصحي السعودي من قدرة في تصديه لأزمة جائحة كورونا غير المسبوقة في التاريخ الحديث، والتي أعجزت قدرات الأجهزة الصحية لأكثر الدول تقدما، يعكس حجم ما وصلت إليه الرعاية الصحية بالمملكة من تقدم يواكب مستهدفات رؤية 2030، كنتيجة لـ «تحول القطاع الصحي» أحد برامج «رؤية المملكة 2030» والذي جاء لتوفير الرعاية الصحية لجميع السكان بطريقة عادلة وميسرة وتنظيمها ووصولها لكل مواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة وتعزيز هذا البعد الإنساني، والتأكيد على استمرارية نهجه في المستقبل، فضلا عن تطوير المنظومة الصحية عامة ورفع جودة الرعاية المقدمة، وتسهيل الحصول على الخدمات الطارئة خلال 4 ساعات بنسبة تتجاوز 87 %، مقارنة بـ 36 % قبل إطلاق الرؤية.
البرنامج الذي تأسس وانطلقت خطة تنفيذه في 2020 -2021، استهدف المساهمة في تحقيق مستهدفات محور «مجتمع حيوي» ضمن الرؤية، من خلال إعادة هيكلة القطاع الصحي في المملكة وتعزيز قدراته ومكانته كقطاع فعال ومتكامل يضع صحة كافة أفراد المجتمع «مواطن ومقيم وزائر» على قمة أولوياته والعمل على الارتقاء بالخدمات الصحية والتركيز على رضا المستفيدين بالتنسيق والتعاون مع كافة جهات القطاع الصحي «الحكومي والخاص» والمواءمة والربط مع الأهداف الوطنية الإستراتيجية خلال رحلة التحول.
نجاحات البرنامج لم تأت منفردة، وإنما ضمن منظومة إنجازات استثنائية استطاعت برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، برعاية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظه الله»، تحقيقها بتركيزها في أعوامها الخمسة الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، بأيد وخبرات وطنية مخلصة عززت الثقة في تحقيق أهدافها، ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتوجب القيام به على مختلف الأصعدة، لتحقيق مزيد من الأهداف والتطلعات على النحو المأمول والمطلوب.