• السؤال: متى نعي أهمية هذا الماء خاصة في ظل ندرته الطبيعية التي نواجه؟ متى نعي أبعاد المفهوم المسؤول: الماء مورد نادر في بلادنا -حفظها الله-؟
• الماء مورد بحاجة، في المقام الأول، إلى رقابة ذاتية من كل فرد. الماء نعمة لا تقدر بثمن، أنزله الله من السماء رحمة، لعجزنا عن تخليقه.
• العالم بدأ ينسج خيوط تحويل الماء إلى سلاح للهيمنة. هذا الماء سيتحول يوما، في ظل المؤشرات، إلى سلاح في أياد عالمية أنانية وظالمة، توفره لمَن تشاء وتحجبه عمن تشاء، وفقا لمصالح غير إنسانية، لا ترى إلا بعين واحدة غير رحيمة.
• علينا تفعيل وتحفيز طاقة التفكير والتأمل لصالح الماء، وهذه دعوة خير. افتحوا أبواب الاهتمام والقلق على الماء. فالقلق على الماء قلق مشروع، ويجب استدامته. إن توليد الرغبة صناعة شخصية لدى الفرد. تحفيز هذه الرغبة لصالح الماء واستدامتها عمل خلفه فضول مباح، يقود لمعرفة واسعة تعزز أهمية الماء عند الجميع، كبيرنا والصغير.
• جميل أن يتعلم الفرد بالملاحظة، وهذه متاحة أمام كل فرد. سهل توظيف طاقة التأمل والتفكير والتحليل والاستنتاج. هذه منظومة استودعها الله في البشر، تحتاج إلى تنمية ذاتية، واستثمار شخصي نابع من مسؤولية تتعاظم تجاه الماء.
• الطاقات في النفس البشرية يملكها كل فرد. لا فرق بين الناس في حملها. ويمكن تفعيلها في أي وقت. من الحكمة أن يكون الفرد مسؤولا عن تصرفه مع الماء، من منظور عبادة، بهدف التقرب إلى الله. عبادة ترتقي بنعمة توافر الماء، واحترامه وحمد الله عليه.
• طاقة العمل وطاقة التعلم من الطاقات، التي استودعها الله في خلقه. فهل وظفنا هذه الطاقات لصالح الماء على أرضنا سقاها الله. قراءة مشهد البيئة المائي يعتمد على الملاحظة، حيث ورد التوجيه بأهميتها في القرآن الكريم (9) مرات، في قوله سبحانه: (انظروا). جاءت بصيغ الأمر، والتساؤل.
• الملاحظة إحدى قوى الإنسان الطبيعية. يتعاظم مفعولها مع التدريب والتعود والممارسة. الملاحظة جزء من فراسة العرب، وفي مجال البيئة تقود إلى اكتشاف أسرارها واحتياجاتها. الملاحظة تقود إلى عالم المعرفة، فهناك مؤشرات تتيح للفرد الحكم على وضع البيئة وسلامتها، أيضا تحدد وتعظم مساحة الأهمية كغاية نهائية.
• هناك أيضا قوة طاقة أخرى يمتلكها الفرد، وهي طاقة التفكير، وردت في القرآن الكريم (14) مرة، في صيغ منها قوله سبحانه: (يتفكرون)، كجزء من مهمة الإنسان في الحياة. التفكير في المشاهد حوله للعبرة والاستفادة وتوسعة مجال الإدراك والتعلم. التفكير طاقة حماية وتجديد وتحديث. في حال أطلقنا العنان لتفكيرنا في أمر الماء بالبيئة، فهذا يعني نجاحنا في تشخيص التحديات والمشاكل، وتحديد الاحتياجات، وأيضا تعظيم الاهتمام بالماء وتنميته واستدامته واحترامه.
• إذا عمل الفرد على تعطيل قدراته، بعدم استخدامها، فإنه يصبح كائنا بهيميا مهمته البقاء فقط، لا يؤدي رسالته في الحياة، لتحقيق استدامة مكوناتها الطبيعة، وبشكل متوازن وسليم، من أجل البناء والتطوير، لصالح البقاء، وفق توازنات تحقق شروط السلامة والمنفعة العامة لهذا الإنسان من البيئة، خارج دوائر الجشع والطمع والفساد والإفساد. ويظل الماء المحور الأهم لوظيفة البقاء. بأيدينا القرار. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
@DrAlghamdiMH