ويبدأ اليوم الخميس تطبيق قرار وزارة الداخلية بإعادة الإلزام بارتداء الكمامة وتطبيق إجراءات التباعد في جميع الأماكن «المغلقة والمفتوحة» والأنشطة والفعاليات، وذلك بناء على ما رفعته الجهات الصحية المختصة في المملكة بشأن الوضع الوبائي وتزايد الإصابات بفيروس كورونا «كوفيد 19»، والسلالات المتحورة منه، مع تطبيق الإجراءات النظامية والعقوبات المعتمدة على المخالفين والتي تم تحديدها بـ 1000 ريال غرامة في المرة الأولى، ومضاعفة العقوبة في حالة تكرار عدم ارتداء الكمامة. كما شددت على جميع أفراد المجتمع بالمسارعة إلى استكمال تلقي جرعات اللقاح.
وعي مجتمعي
وأكد وزير الصحة فهد الجلاجل أن إعادة الإلزام بارتداء الكمامة وتطبيق إجراءات التباعد، والمسارعة بالحصول على الجرعة التنشيطية ضرورة للحد من مخاطر انتشار الفيروس. مضيفا في تغريدة بـ»تويتر»: نعتمد على «وعي المجتمع» حتى نتجاوز معاً هذه المرحلة.
سرعة الانتشار
وقالت الأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. أروى العمران: إن العودة للإجراءات الاحترازية لها دور في الحد من زيادة الحالات وذلك بناء على تجارب سابقة في المملكة، والتي كان لها دور فعال للحد من انتشار الوباء كما حصل في عديد من الدول المتقدمة وخروج الأمر عن السيطرة، مبينة أن تأثير المرض قد لا يكون بالشدة التي كان بها في بدايته، ولكن سرعة انتشاره مقلقة ولا يزال يشكل خطرا كبيرا على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وبالذات غير المحصنين. وأضافت «العمران»: إن التحصين لا يمنع من إصابة الشخص بالعدوى، ولكن قد يقلل من شدة الأعراض في حال الإصابة. مؤكدة أهمية التحصين بالجرعة التنشيطية، خصوصا أنه مع برودة الجو تنتشر أمراض معدية أخرى كالإنفلونزا وغيرها، ولذلك يجب أخذ الحيطة من ناحية ارتداء الملابس المناسبة وعدم التعرض للهواء البارد مباشرة في الوجه، ويجب الحرص على الأطفال لأن مناعتهم تقل مع البرودة، وبالتالي يصبحون أكثر عرضة للتعرض للأمراض المعدية.سلالات متحورةوبينت أخصائية علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي د. حنان الدعيلج، أن التوجيهات الجديدة محاكية ومتسقة مع منظومة الإجراءات العالمية لمكافحة الجائحة على أثر ارتفاع عدد الإصابات عالميا وظهور السلالات الجديدة المتحورة وانتقالها بين الدول. مشيرة إلى أنه أصبح من اللازم على كل دولة وضع الإجراءات المناسبة لمنع انتشار العدوى من بقية الدول وإليها، وأن الالتزام بارتداء الكمامة والامتثال لإجراءات التباعد في جميع الأماكن المغلقة منها والمفتوحة يعد خطوة بالغة الأهمية في الوقاية والحد من تفشيات جديدة لا سيما أننا ما زلنا في موسم الشتاء حيث تنتشر الإصابة بأمراض البرد والإنفلونزا الموسمية والتي قد تصعب التفرقة إكلينيكيا بينها وبين الإصابات بفيروس كورونا.ولفتت إلى أنه لوحظ أن الإصابات الجديدة أقل حدة وتأثيرا على المصابين المحصنين بالجرعات الكاملة بما فيها التنشيطية. ناصحة الجميع بالمسارعة لاستكمال جرعات اللقاح وتلقي الجرعة التنشيطية لمستحقيها ممن تلقوا الجرعة الثانية منذ ثلاثة شهور فأكثر، والتحصين والالتزام بالاحترازات الوقائية والابتعاد عن مخالطة المصابين أو المشتبه بإصابتهم للسيطرة على انتشار الوباء وتحقيق الوقاية المرجوة، ولضمان استمرارية الحياة على النهج الطبيعي قدر المستطاع وتمكين الأفراد والمؤسسات من ممارسة الأنشطة الحياتية والتعاملات ما أمكن ذلك.
إحصائية جديدة
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة إحصائية جديدة لمستجدات كورونا في المملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية تضمنت، تسجيل 744 حالة مؤكدة وتعافي 231 حالة، فيما بلغ عدد الحالات الحرجة 43 حالة. وبينت الإحصائية أن إجمالي عدد الإصابات في المملكة بلغ 554665 حالة، وعدد حالات التعافي 541388 حالة، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة فقط، ليصل إجمالي عدد الوفيات في المملكة لـ 8874 حالة - رحمهم الله جميعا-. ونصحت «الصحة» الجميع بالتواصل مع مركز «937» للاستشارات والاستفسارات على مدار الساعة، والحصول على المعلومات الصحية والخدمات ومعرفة مستجدات الفيروس.
اختبارات الجامعات
ومن جانب آخر، يخوض طلاب وطالبات الجامعات هذه الأيام الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول في كافة الجامعات التي ما زالت على نظام الفصلين الدراسيين، في حين مؤشر الإصابات بفيروس كورونا في تزايد ملحوظ وبشكل يومي مع ارتفاع وتيرة تشديد الاحترازات والبروتوكولات الوقائية ومنها الجامعات. وقال المتحدث الرسمي للتعليم الجامعي طارق الأحمري لـ «اليوم» إن المادة الثانية عشرة من لائحة الدراسة والاختبارات نصت على أنه من لم يتمكن من حضور الاختبار النهائي في أي من مواد الفصل لعذر قهري جاز لمجلس الكلية، في حالات الضرورة القصوى، قبول عذره والسماح بإعطائه اختبارا بديلا خلال مدة لا تتجاوز نهاية الفصل الدراسي التالي ويعطى التقدير الذي يحصل عليه بعد أدائه الاختبار البديل، والإصابة بفيروس كورونا هي من ضمن هذه الأعذار، مشددا على أهمية تقيد الطلاب والطالبات ومنسوبي الجامعات بكافة الإجراءات الاحترازية في الحرم الجامعي ومرافقه حفاظا على صحتهم وأسرهم ومجتمعهم.