كنا نطير فرحاً كلما أعلن عن قرار جديد لصالح المواطن لكن نعود لنسقط وتتكسر آمالنا من جديد على أرض الانتظار الطويل لتطبيق ذلك القرار. هذا ما حصل لنا مع قرار تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء، الذي كان سيحل تلك الأزمة لو طبق وسيجبر هوامير العقار على بيع الأراضي، التي احتكروها لسنين طويلة، والتي لا هم بنوها وعمروها ولا باعوها بأسعار معقولة.
تراب الوطن غالٍ على قلوب أبنائه لكن هوامير العقار جعلوه غالياً جداً على جيوب أبناء الوطن ورواتبهم ومدخراتنا وقروضهم، وكل مَن يحلم باقتناء منزل سيبقى يدفع ثمن ذلك الحلم لآخر يوم في حياته! وحتى مَن جمع مدخراته وأخذ القروض وعاش هو وأسرته ضيقاً من الحال في سبيل تحقيق ذلك الحلم الصعب وقع ضحية المطورين البدائيين وهوامير العقار واشترى منزلاً صغيراً بجودة رديئة وسعر مرتفع.
وها نحن أنا وزوجتي بعد كل تلك السنين وبعد كل ذلك الانتظار وكل بوارق الأمل، التي انطفأت وكل المجاديف، التي تكسرت.. ها نحن نتخلى عن حلمنا البسيط باقتناء منزل صغير في هذا الوطن الكبير. ها نحن بعد أن أبيض الشعر وضعف البصر وانقضى العمر، ننتظر لقاء ربنا ولم يبقَ لنا إلا أن ندعي بدعاء السيدة آسيا امرأة فرعون ونقول: (رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة)، حيث لا يستطيع أحد التصرف في جنتك إلا بإذنك.
@Wasema