قال المحامي القانوني ثامر آل محيسن: حرصت شريعتنا الإسلامية على مصلحة الأطفال وحمايتهم من كل أوجه الإيذاء، سواء كان نفسيا أو جسديا أو إهمالا، وأولت لهم الاهتمام لأنهم أساس المجتمع، وأمل الأمة مستقبلا، فحينما تكون نشأتهم سليمة متعافية يكون المجتمع كله سليما متعافيا.
قوانين صارمة
وأضاف: أولت المملكة نفس النهج الخاص بشريعتنا السمحاء، وأصدرت الأنظمة والعقوبات التي تحمي الطفل من أي استغلال، سواء من قبل أحد الوالدين أو من قبل الآخرين، وطبقا لنظام حماية الطفل في المادة الثالثة في فقرتها الثامنة، والتي تنص على أنه «يعد إيذاء أو إهمالا تعرض الطفل لأي مما يأتي: استغلاله ماديا، أو في الإجرام، أو في التسول»، وكذلك المادة السادسة من ذات النظام والتي تنص على أنه «للطفل الحق في الحماية من كل أشكال الإيذاء أو الإهمال»، وأيضا في المادة الثانية عشرة من ذات النظام والتي تنص على أنه «يحظر إنتاج ونشر وعرض وتداول وحيازة أي مصنف مطبوع أو مرئي أو مسموع موجه للطفل يخاطب غريزته أو يثيرها بما يزين له سلوكا مخالفا لأحكام الشريعة الإسلامية أو النظام العام أو الآداب العامة، أو يكون من شأنه تشجيعه على الانحراف».
عقوبات رادعةوتابع: وضعت دولتنا عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه إيذاء الأطفال أو استغلالهم، فطبقا لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية في مادته السادسة بفقرتها الأولى والتي تنص على أنه «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية الآتية: إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي. ويجوز تضمين الحكم الصادر بتحديد العقوبة النص على نشر ملخصه على نفقة المحكوم عليه في صحيفة أو أكثر من الصحف المحلية أو في أي وسيلة أخرى مناسبة، وذلك بحسب نوع الجريمة المرتكبة، وجسامتها، وتأثيرها، على أن يكون النشر بعد اكتساب الحكم الصفة النهائية».
مشكلات نفسيةواستكمل حديثه قائلا: أثبتت بعض الدراسات الحديثة حول استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي وما تسببه من مشاكل لهم، أن الطفل يكون في طور التكوين ويتأثر بشكل كبير بكل ما يمر به من تجارب، ما يجعله يتعرض إلى مشكلات نفسية قد تؤثر على مستقبله، الأمر الذي جعل حماية الأطفال من تلك السلوكيات من أولويات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين، والعمل على تطبيق الأنظمة لكل من تسول له نفسه القيام بتلك الأمور وإنزال أغلظ العقوبات عليه.
الأمن والسلامأما الكاتبة والباحثة في قضايا الطفل والأسرة، هوزان الزهراني، فقالت: في السنوات الأخيرة أصبحوا يتنافسون على تحقيق الشهرة، وهي ظاهرة أصبحت في مجتمعنا على مستوى دول الخليج، والمملكة وضعت قانونا صارما سيكون رادعا قويا لجميع مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يستغلون أطفالهم في مثل هذه المواقع، والشكر للحكومة الرشيدة التي وضعت هذا النظام القانوني وبدأت في تنفيذه، وليس هذا بغريب أن يعيش الطفل في أمن وسلام في المملكة، فهو نظام مستمد من ديننا الإسلامي، ولن يستطيع أحد بعد اليوم أن يستغل طفله بهذا الشكل.
مكاسب ماليةوأوضحت استشاري الطب الأسري لمياء البراهيم، أنه توجد قوانين لحماية الطفل من الإيذاء، ويشملها استغلال الأطفال، إذ إن ظهور الطفل إعلاميا ليس بإرادته، ويمكن أن يضره هذا الفعل ويؤثر عليه في حياته، وهنا نستعين بالقانون، والأمر يعتمد أيضا على حسب ظهور الطفل، إذا كان ظهوره بصورة مهينة أو بصورة تعرضه للتنمر أو تضره، هنا يكون الموضوع مرفوضا تماما.
وأكدت أنه لا بد من احترام حق الطفل، وأنه حتى لو فرح بالأضواء والشهرة، فإن ذلك سيؤثر عليه على المستوى الشخصي والعلمي في المستقبل، إذ سيحرم من اختياراته في المستقبل أو يعرضه للتنمر، فالأضواء والشهرة لها بريقها، وأيضا لها مميزات مالية، ولكن المال ليس كل شيء، وعلى الأسرة أن تحافظ على القيم والأخلاق وليس على الأمور المادية.
الشريعة الإسلامية تحرص على مصلحة الأطفال وتحميهم من كل أوجه الإيذاء
الأنظمة والعقوبات تحمي الطفل من أي استغلال من قبل الوالدين أو الآخرين
ليس بغريب أن يعيش الطفل في أمن وسلام بالمملكة في ظل الشريعة السمحة
ظهور الطفل إعلاميا في وقت مبكر يمكن أن يضره ويؤثر على مستقبله سلبا