إن سلامة المرضى تعتبر أحد برامج الرعاية الصحية، التي ظهرت لمواجهة التحديات المتزايدة في أنظمة الرعاية الصحية وما نتج عنها من ارتفاع في الضرر، الذي يلحق بالمرضى في المرافق الصحية وتشمل الوفيات والإصابات والعجز، وكذلك ازدياد العبء المادي الناتج عن الأضرار، التي قد تلحق بالمرضى، والتي تعتبر تكاليف عالية جداً وهي ليست من التكاليف الأساسية لعلاج المريض من المرض، الذي يعاني منه. ويهدف برنامج سلامة المرضى إلى الحد وتقليل المخاطر والأخطاء والأضرار، التي قد تحدث للمرضى أثناء تلقيهم الرعاية الصحية. لذلك أصبح من الضروري الاهتمام بالتحسين المستمر من أجل التعلم من الأخطاء ومنع حدوث تكرارها.
من ناحية أخرى، يجب أن نأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة في أماكن الرعاية الصحية وعدم تجاهلها، التي تجعل العاملين أكثر عرضة للأخطاء بسبب عدم الانتباه والنسيان وضعف التواصل والأدوات أو الآلات غير الملائمة والإجهاد وقلة المعرفة وعدم ملاءمة جو العمل. إن توقع أداء لا تشوبه أخطاء من العاملين في بيئة معقدة وعالية الإجهاد هو أمر غير واقعي. ولا يمكن افتراض أن الكمال الفردي ممكن لتحسين سلامة المرضى، لذلك فإن التركيز على المسببات، التي تسمح بحدوث الضرر هو بداية التحسين، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا في بيئة مفتوحة وشفافة تسود فيها ثقافة السلامة، ويتم فيها وضع درجة عالية من الأهمية بالقيم ومواقف السلامة يتشارك فيها الجميع بمكان العمل. ويعتبر الإفصاح والاعتراف بالحادث أو بالخطأ الطبي إذا حدث أمراً يجنب الممارسين الصحيين المسألة القانونية بتعمد ذلك الخطأ أو إخفائه وهو إبلاغ المريض أو ذوي المريض بأي حدث سلبي أو خطأ في علاجه، وتكمن ثقافة الاعتراف بأي حادث أو خطأ طبي في تحقيق نظام متوازن ومسألة فردية بطريقة تدعم بشكل أفضل المرضى والموظفين والقيم والأهداف الصحية. إن الأسباب الشائعة لحدوث الأخطاء ومنها وليس حصراً نقص التدريب وضعف الاتصال ومشكلات متعلقة بتخزين الدواء ونقص المعلومات ومشكلات متعلقة بكفاءة الفريق وضعف الإشراف وتشتيت انتباه الفريق لذلك تم وضع إجراءات وقائية تحد أو تقلل من تلك المخاطر المتمثلة في:
أولاً: الأخطاء الدوائية وتشمل خطأ في الوصفة، خطأ في التخزين، خطأ مرحلة التخزين، خطأ تحضير الدواء، خطأ تجهيز الدواء. ثانياً: العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية في المستشفيات وتشمل انتقال الميكروبات إلى الجسم من خلال الموضع بعد الجراحة والقسطرة البولية، وتركيب المحاليل الوريدية، وتركيب أجهزة التنفس. ثالثاً: الأخطاء الجراحية وتشمل الموضع الخطأ للجراحة. رابعاً: الحقن غير الآمن ويشمل انتقال العدوى بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B وC، وتشكل خطرًا مباشرًا على المرضى والممارسين الصحيين. خامساً: نقل الدم غير الآمن للمرضى، ويشمل أيضا قبل سحب الدم وعينات الجسم الأخرى لغايات إجراء الفحوصات قبل إعطاء العلاجات. سادساً: خطر الضرر بالمريض نتيـجة السقوط ويشمل المرضى غير القادرين على مساعدة أنفسهم. سابعاً: الإصابة بتقرحات الفراش وتشمل المرضى المقعدين. ثامناً: خطأ في وسائل الاتصال غير الفعال، وذلك بسبب سوء فهم الأمر الطبي.
ومن هنا، تأتي أهمية التعليم والتدريب المستمر في مجال سلامة المرضى أمرا جوهريا ومطلبا أوليا قبل البدء بأي إجراء طبي للمريض، وكذلك جاءت أهمية إدارة المخاطر في إدارة جودة الرعاية الصحية رديفا لبرنامج سلامة المرضى وهي أسلوب منظم لتقليل المخاطر والمساعدة على منع الإصابات ووقوع الحوادث والحفاظ على أجواء السلامة بالمستشفى لبيئة آمنة تركز على المريض، ويعتبر برنامج تجربة المريض من أهم القياسات لسلامة المرضى، بالإضافة إلى القياسات الرياضية والإحصائية الأخرى.
@ayedhastq