وأضاف الشيخ الغزاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: إن أعظم القرب القرب من الله، وقد امتدح الله الذين يتنافسون في القرب منه. وأبان أن من أعظم ما يورث القرب من الله ذكر العبد لربه، فعلى قدر ما يذكره يكون قربه منه. وبين أن الدعاء شأنه عظيم، فلله قرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق، ومن القرب المحمود أن يكون المرء أقرب منزلة من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
محاسن الشريعة
وتابع: من محاسن الشريعة الغراء أنها دعت إلى التواصل والتقارب والتكافل والترابط بين المسلمين، ليكون حسن العلاقات بينهم موصولا، وحبل المودة بينهم ممدودا. وأجدر الناس بذلك الأهل والأقارب والأرحام، لكن مما يؤسف له ما نجده في الواقع من خلاف ذلك فقد ظهر التنافر والبغضاء والتباعد والجفاء والقطيعة والعداء بين كثير من هؤلاء، فضعفت العلاقات ووهنت الصلات، وقل التواصل والزيارات فنتج عن هذه الآفات.
تعاليم الدين
وأضاف فضيلته كلما كانت صلة القرابة أقوى كان تعزيز الروابط الاجتماعية والتقارب أدعى. وفي المقابل فقرب الوالدين من أبنائهم وبناتهم من وسائل استصلاحهم بمحبتهم والحنو عليهم ومجالستهم وتأصيل تعاليم الدين وقيم الفضيلة في نفوسهم ومتابعة سلوكهم وأخلاقهم وبذل النصح لهم والخوف عليهم أن يبعدوا عن الجادة فينحرفوا عن الصراط المستقيم، ومما ينبغي مراعاته لدى الآباء والأمهات والمربين مضاعفة الاهتمام والعناية بالصغار بمخالطتهم وغرس المبادئ السامية والسلوكيات الحميدة.
حسن العشرة
وذكر أن الزوجين يقربان من بعضهما بحسن العشرة ومراعاة حق كل منهما على الآخر لتدوم المودة والوئام ويعيشان في محبة وانسجام، ولا ينفر أحدهما عن الآخر مبغضا له هاجرا، وكلما قرب الزوجان من الله زاد القرب بينهما. مضيفا: ومن العجب العجاب أنه على الرغم من أن التقنية الحديثة والتقدم الكبير في الاتصالات، سهلت لنا بحمد الله التواصل مع الآخرين وقربت لنا البعيد وتيسر من خلالها إنجاز الأعمال وقضاء الحوائج بأقل جهد ووقت، إلا أنها في المقابل كانت سببا في التباعد الأسري وتقطع الأواصر الاجتماعية.
فعل الخير
وفي المدينة المنورة نبه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ من خطر إيذاء المسلمين بالقول أو الفعل، مبينا أن ذلك مخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولأصول الإسلام، داعيا إلى التعاون على فعل الخير، وتجنب الإضرار بمنافع المسلمين، وفعل ما يؤذيهم في أنفسهم أو الممتلكات العامة التي هيئت للانتفاع بها.
مصالح الدارين
وبين أن من أصول الإسلام الأمر بتحقيق كل ما يجلب مصالح الدارين، ودرء كل ما يكون معه مفسدة دينية أو دنيوية، وبهذا يحصل للناس السعادة والفلاح، والأمن والأمان.