سأعود للحديث عن مبادرة «ابتكر لوطنك»، بعد أن أشير إلى التقدم الرائع الذي تم تحقيقه في مجال الحكومة الرقمية، حيث يقيس المؤشر السنوي الذي أشرت إليه في مطلع هذا المقال التقدم في الخدمات الرقمية الحكومية، وارتباطها بالابتكار والتكامل، ومدى إسهامها في تحسين كفاءة الأعمال الإدارية والمالية، وتحسين جودة الحياة للمستفيدين، فضلا عن إسهاماتها في تعزيز أهداف التنمية المستدامة.
وأشاد التقرير ذاته بالجهود التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية في مجال المشاركة المجتمعية، والتشريعات الرقمية، بالإضافة إلى إنشاء هيئة الحكومة الرقمية، كما أشار التقرير إلى أن خدمات الحكومة الرقمية، يمكن أن تقدم حلولا فعالة للمجتمعات وقت الأزمات، كالتي شهدها العالم خلال جائحة كوفيد 19 خلال عامي 2020 -2021.
هكذا تقدم رائع يعكسه الواقع الذي نعيشه اليوم فيما يخص رحلة التحول الرقمي، يأتي ذلك في الوقت الذي يعتبر فيه التحول الرقمي أحد البرامج الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال بناء مجتمع رقمي، واقتصاد رقمي، ووطن رقمي... وذلك على نحو يضمن التحول إلى مجتمع رقمي مبني على إنشاء منصات رقمية لإثراء التفاعل والمشاركة المجتمعية الفعالة بما يساهم في تحسين تجربة المواطن والمقيم والسائح والمستثمر في المملكة.
وبالحديث عن المشاركة المجتمعية، والابتكارات، والتقنية، سعدت قبل أيام قليلة بحضور حفل تكريم الفائزين في مبادرة «ابتكر لوطنك»، والتي رأيت من خلالها أنموذجا حيا لشباب هذا الوطن الطموح والمبتكر والشغوف، وذلك باستعراض عدد من الابتكارات التقنية، والتطبيقات الذكية، والتي لقيت اهتماما ورعاية من قبل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وتنظيما من قبل جمعية الابتكار والتقنية، ودعما من قبل القطاع الخاص متمثلا في شركة «إيجاد التقنية».
هكذا مبادرات، وهكذا تقدم، وهكذا طموح، سيسهم بإذن الله في تحفيز المبتكرين، ومنحهم فرصة تقديم مواهبهم، كما أنه يدعم بكل قوة تحقيق مستهدفات رؤية هذا الوطن العظيم (رؤية 2030).