DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«اليقظة الذهنية».. فن عيش اللحظة دون هموم الماضي وأعباء المستقبل

تستهدف التواصل مع الذات بطريقة صحيحة والاستفادة من الأحداث دون الانغماس فيها

«اليقظة الذهنية».. فن عيش اللحظة دون هموم الماضي وأعباء المستقبل
«اليقظة الذهنية»..
فن عيش اللحظة دون هموم الماضي وأعباء المستقبل
برنامج رياضي يطبق على مستوى العقل (اليوم)
«اليقظة الذهنية»..
فن عيش اللحظة دون هموم الماضي وأعباء المستقبل
برنامج رياضي يطبق على مستوى العقل (اليوم)
وأضاف: اليقظة الذهنية بمثابة برنامج رياضي يطبق على مستوى العقل «الذهن»، وذلك على مدار عدة أسابيع، فوحدها الاستمرارية ستضمن لك تحقيق النتائج المرجوة، فهناك الآلاف من الدراسات العلمية التي تثبت فعالية تدريبات اليقظة الذهنية في مجال الصحة النفسية والجسدية، وتم إدراج مفاهيم اليقظة الذهنية في غالبية برامج العلاج النفسي الحديثة، وأصبح من التدخلات الأساسية لعلاج الاكتئاب في بريطانيا؛ لأنه يعطي نتائج جيدة ويقاوم الانتكاسات.
مفهوم حديث
وأشار إلى أن تدريبات اليقظة الذهنية تعد مفهومًا حديثًا في مجال العلاج النفسي بالرغم من أن جلسات التأمل قديمة جدا، كما لاحظ المختصون في علم النفس الأثر الإيجابي الناتج عن هذه التدريبات في التحكم بالذهن وتوجيهه ليصبح حاضرا في اللحظة الحالية، ولأن هذا التحكم له أثر كبير على الصحة النفسية، تم إدراجها في البرامج العلاجية ليستفيد منها الجميع.
تأمل التنفس
وأوضح أن من التدريبات المفيدة، التي نطبقها في اليقظة الذهنية تمرين «تأمل التنفس»، قائلا: هذا التمرين البسيط يتطلب منك الجلوس في هيئة معتدلة، وأن تغلق عينيك، وتضع انتباهك على عملية تنفسك الطبيعي لمدة 10 دقائق دون أن تغيّر فيه شيئا، فقط تكون حاضرا مع تنفسك، وإذا شرد ذهنك لأي موضوع آخر، تلاحظ ذلك وتعيده إلى الانتباه مجددا إلى عملية التنفس.
إقبال مشجع
وأفاد بأن اليقظة الذهنية ما زالت في بدايتها بالمملكة، وأنه يوجد اهتمام واضح من قِبَل المختصين وغير المختصين بتعلمها، وهذا الإقبال مشجع، خاصة مع ملاحظة كثرة الكتب المترجمة عن الموضوع في المكتبات ودور النشر العربية.
فن الحضور
وتحدثت أستاذ علم النفس الاجتماعي والشخصية المساعد صفاء الأحمدي، قائلة: اليقظة الذهنية هي فن عيش اللحظة الحالية وهي أن نتقن فن الحضور، فمن خلال اليقظة الذهنية تعلمنا كيف نكون حاضرين، وكيف نتواصل مع ذواتنا بطريقة صحيحة، وكيف نستفيد من أحداث الماضي دون الانغماس فيها، فحين نكون هنا والآن، نكون أكثر وعيًا بأحداث الحياة الإيجابية والسلبية على حد سواء دون إطلاق أحكام، ودون غياب في الماضي والمستقبل؛ ما يرفع مستوى الإدراك والقدرة على إدارة الذات.
مناعة نفسية
على ضوء ذلك أوضحت متدربة اليقظة الذهنية دانية أحمد أنها كانت تعاني آلامًا شديدة في الرقبة استمرت لمدة يومين على التوالي، ‏كما كانت تعاني الحساسية النفسية المفرطة التي تجعل ‏موقفا واحدا سلبيا بسيطا جدا يسيطر على تفكيرها طوال اليوم أو حتى عدة أيام، ما يحرمها من الإنجاز، وبعد ممارستها تدريبات اليقظة الذهنية أصبحت تستطيع التعرض لمختلف أحداث الحياة دون التأثر النفسي، والإنجاز وصل إلى أعلى مستوياته لأول مرة منذ سنين طويلة، ‏كما سافرت خلال ممارسة اليقظة الذهنية مرتين، إحداهما كانت خارج المملكة ‏ولم تتعرض لآلام الرقبة خلالها.
مقاومة المصاعب
وأشار ممارس اليقظة الذهنية محمد حسن إلى أن عالم الآلات الموسيقية الوترية يتطلب من العازف أن يضبط الأوتار بما يعرف بـ«الدوزان» لجعل الجملة الموسيقية أكثر جمالًا، وبعيدة عن النشاز، ويشبّه اليقظة الذهنية بذلك فهي كالنوتة الموسيقية التي لولاها لتداخلت الأصوات وتعثرت المخرجات، ولا نكسب من ذلك إلا الجهد المهدر، موضحًا أنه قبل اليقظة الذهنية كان يعاني القلق بشكل شبه دائم، ولا يستطيع أن يجد المتعة في الأشياء بسهولة، وإن وجدها لا يستمر فيها، وكان أقل فهمًا لنفسه وأقل وعيًا بالأمور، وأكثر تحجرًا في التعامل مع الحياة، كل ذلك أدى إلى نتيجة حتمية تتمثل في «حياة صعبة»، وقال: الآن أصبحت أكثر مرونة وتقبلًا، وأكثر استمتاعًا بالحياة، حتى الأمور التي لا يراها الآخرون مبهجة أجد نفسي أغرق في جمالها وسعيدًا بها للغاية، فالحياة تصبح أكثر سلاسة عندما يزداد الوعي وتتسع الرؤية.
الفكرة ما زالت في بدايتها بالمملكة ويوجد اهتمام واضح بتعلمها
تشبه النوتة الموسيقية في تنظيم الأصوات والمخرجات
يفضل الكثيرون فكرة العيش في اللحظة الحالية «في الحاضر» وعدم اجترار أفكار ومآسي الماضي، أو الغرق في هموم المستقبل وما يصاحبها من قلق، وقال مدرب اليقظة الذهنية حمود العبري: غالبية الناس يؤمنون بكونها فكرة جيدة، لكن قلة منهم يطبقونها في حياتهم بشكل فعلي، وهناك فارق بين أن تؤمن بفكرة أو أن تعيشها وتجعلها نمط حياة، فجميعنا يتفق على أن ممارسة الرياضة مفيدة للصحة وتقوي الجسم، ولكن كم نسبة الأشخاص الذين يمارسونها بشكل يومي أو على الأقل لخمسة أيام في الأسبوع؟
حين نعيش الحاضر نكون أكثر وعيا بأحداث الحياة الإيجابية والسلبية