وأضاف العميد المالكي، أن حمولة السفينة من المستشفى الميداني تشمل (عربات الإسعافات، معدات طبية، أجهزة اتصالات، خياما، مطبخا ميدانيا، مغسلة ميدان، ملحقات مساندة فنية وأمنية). وبيَّن العميد المالكي، أن عملية القرصنة من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية تمثل تهديدا حقيقيا لخطر الميليشيا الحوثية الإرهابية على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وشدد العميد المالكي، على أن الميليشيا الحوثية الإرهابية تتحمل المسؤولية الكاملة نتيجة فعلها الإجرامي بقرصنة السفينة وانتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني، ودليل سان ريمو بشأن القانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة للبحار، وعلى الميليشيا الحوثية إخلاء سبيل السفينة بصفة فورية وإلا سوف تتخذ قوات التحالف كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء.
وطالب مختصون في الشؤون الإيرانية والعلاقات الدولية في تصريحات لـ «اليوم» بضرورة تدخل مجلس الأمن بفرض عقوبات عاجلة على هذه الميليشيات الانقلابية لما تمثله من خطورة على أمن وسلامة المنطقة، مؤكدين أن الجريمة تمثل تهديدا خطيرا على أمن وسلامة الممرات البحرية. وثمن الخبراء دور المملكة بقيادة التحالف العربي لوقف المخطط الإيراني الذي تنفذه ميليشيا الحوثي بتقسيم اليمن وزرع الفتنة الطائفية.
إعطاء الأمل
وشدد المحلل السياسي اللبناني نوفل ضو، في تصريح لـ«اليوم»، على أن «ما تقوم به المملكة العربية السعودية من موقعها في قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن موضوع يتعدى الإطار العسكري ـ التكتيكي ـ المحلي، المتعلق بدعم الشرعية في اليمن أو بالدفاع عن السعودية، ليصل إلى حدود إعطاء الأمل لكل الذين يقاومون الاحتلال أو التمدد الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وفي غيرها من مناطق الدول العربية، ويعطيهم الأمل بأن مقاومتهم ليست معزولة وبأنهم جزء من مشروع متكامل للمنطقة يهدف إلى تأمين استقرارها ودرء الأخطار الناجمة عن المشروع الإيراني والأذرع الإيرانية التي هي متكاملة».
ويؤكد ضو أن «استهداف الحوثيين في اليمن سيؤدي إلى إضعاف منظومة الأذرع الإيرانية على مستوى المنطقة ككل، ومن الممكن أن يستفيد منه جميع المقاومين العرب للتمدد والمشروع الإيراني في المنطقة»، قائلا: «لذلك نعتقد أن المملكة العربية السعودية من خلال المواجهات العسكرية التي تخوضها إنما تشكل خط الدفاع الأول عن النظام العربي الجديد، لأن ما تشهده أرض المعركة ليست مجرد عمليات عسكرية بدون أهداف سياسية، من الواضح أن الجانب الإيراني يسعى إلى إحكام قبضته على عدد من الدول العربية، في الوقت تحاول فيه السعودية أن ترسل أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه بأنها تقف إلى جانب من يريد أن يقاوم هذا المشروع الإيراني بكل الإمكانيات المتاحة لديها، ليس بالضرورة الإمكانات العسكرية، وإنما أيضا الإمكانات الاقتصادية والثقافية والحضارية».
ويوضح المحلل السياسي أن «ما يشهده اليمن اليوم ليس مجرد حرب عسكرية، إنما هو مواجهة إستراتيجية كبرى تدور على مستوى المنطقة بين مشروعين متناقضين، مشروع ذرع عدم الاستقرار والبلبلة وإفقار الناس وتدمير الدول وزعزعة المجتمعات في مواجهة مشروع التنمية الاقتصادية والبشرية، وبناء حضارة السلام والحضارة الإنسانية المنفتحة على العالم، والتي تجعل من دول المنطقة شريكة فاعلة في بناء العولمة وفي شراكة كاملة مع كل الدول على مستوى العالم في بناء حضارة السلام والاستقرار».
التحالف يمنع
ويؤكد المحلل السياسي أسعد بشارة، في تصريح لـ«اليوم»، أن «ما يقوم به التحالف العربي في اليمن هو بكل وضوح منع سيطرة إيران على قرار اليمن، عبر أداة اسمها الحوثيين، وبالتالي ومنذ انطلاقة هذه الحملة وهي المغطاة بقرارات الشرعية الدولية يؤكد التحالف أن هذه المهمة لم يكن بالإمكان تفاديها، ففي الحال ترك الأمر في اليمن لكان الحوثيون تمكنوا أن يسيطروا لصالح إيران على كل التراب اليمني والممرات الدولية».
ويقول: «لذلك ما يشهده اليمن اليوم من مواجهات مع الحوثيين المدعومين من إيران، يأتي من ضمن هذا السياق خصوصا أن إفشال الهجوم على مأرب كان من أبرز علامات توجيه ضربة لإيران في اليمن، كما نشهد محاولات استرجاع مناطق في شبوة وتطويق الحوثيين في أكثر من موقع، كما أن الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف خصوصا الطيران السعودي تؤكد أن هناك عملا احترافيا في اختراق الحوثيين وفي تأمين معلومات استخبارية على جانب كبير من الدقة تسهم في ضرب مقراتهم وقياداتهم ومخازن الأسلحة، سيكون له مردود كبير على الوضع الميداني».
ويشدد على أن «هذه الحملة التي تهدف إلى منع سيطرة إيران على اليمن تهدف إلى إحلال الاستقرار والسلام في اليمن وبدء حوار حقيقي على أساس ضرب مفاعيل الانقلاب الذي قام به الحوثيون وهي التي ستسهل الوصول إلى الحوار الذي سيحفظ اليمن ويعيده إلى دوره كبلد طبيعي ضمن المنظومة العربية».
تهديد الأمن
وقال خبير العلاقات الدولية محمد شعت: الجريمة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي، أمس، تمثل بحسب قانون الملاحة البحرية تهديدا مباشرا لأمن وسلامة الممرات البحرية جنوبي البحر الأحمر وباب المندب.
وأشار إلى ضرورة تحرك مجلس الأمن بشكل عاجل لاتخاذ قرارات رادعة ضد هذا التصعيد الخطير، خصوصا بعد تأكيد تقارير دولية صادرة عن عدة هيئات للشحن الدولي بأن ميليشيا الحوثي تستخدم ألغاما بحرية وعبوات بحرية ناسفة وزوارق انتحارية.
صمت دولي
وأوضح خبير الشؤون الإيرانية والعلاقات الدولية أحمد العناني أن استمرار وجود ميليشيا الحوثي غير الشرعية أصبح خطيرا وغير مسبوق، منتقدا صمت المجتمع الدولي إزاء ما تشكله الألغام البحرية الحوثية من تهديد لسلامة السفن التجارية وأمن حركة الملاحة في الممرات الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأشار إلى أن ما تحوزه هذه الميليشيات من زوارق ومعدات عسكرية وصواريخ هي من صنع إيران، إذ لا يمكن لهذه الميليشيات المحدودة الإمكانيات أن تمتلك أسلحة قادرة على شن هجمات إرهابية ضد ناقلات النفط والسفن تجارية في البحر الأحمر. وأوضح العناني أن الحرس الثوري الإيراني متورط بشكل فاضح في تهريب الأسلحة للحوثيين.
ردع الملالي
بدورها، قالت الخبيرة في الشؤون الإيرانية د. سمية عسلة إن ميليشيات الحوثي أفلست بعدما استنفدت كافة الحيل في تدمير اليمن ولم يعد أمامها إلا تهديد أمن وسلامة الممرات الدولية لتوصيل رسالة للعالم بأنها طرف في المعادلة السياسية اليمنية للعودة مرة أخرى على طاولة التفاوض من أجل إطالة أمد الأزمة اليمنية.
وثمنت جهود المملكة بقيادة التحالف العربي في ردع أطماع الملالي ووقف أنشطته المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، ودعم جهود الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على البلاد.
أهداف عسكرية
كما أكد مختصون وسياسيون في تصريحات لـ «اليوم» أن ما يمتلكه تحالف دعم الشرعية من بنك أهداف عسكرية لمستودعات الحوثي ومراكز تدريب وخطوط التهريب للأسلحة الحوثية بدعم إيراني خبيث، مكن التحالف من تحقيق أهداف على مستوى عالٍ من الدقة وحقق الكثير من المواجع للحوثي ومن ورائه، مبينين أن استهداف السفن في الممرات البحرية عمل غير أخلاقي، والسكوت عنه يسهم في تشجيع القرصنة في الممرات البحرية.
وقال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود د. عادل عبدالقادر إن محاولات التحالف والشرعية مد يد السلام يهدرها الحوثي لفرص تمثل منجاة له ولليمن، مؤكدا أن ما يمتلكه تحالف دعم الشرعية من بنك أهداف عسكرية لمستودعات الحوثي ومراكز تدريب وخطوط التهريب للأسلحة بدعم إيراني خبيث، مكن تلك العمليات من تحقيق أهداف على مستوى عالٍ من الدقة وحقق الكثير من المواجع للحوثي ولإيران، وكبد الحوثي الكثير من الخسائر في الأرواح والمعدات ومنصات الصواريخ البالستية، وما يتمتع به التحالف من دقة في تحري المعلومة وتنفيذ الضربات على الأهداف جنَّب المدنيين من أي أثر مباشر وغير مباشر ملتزما بقواعد الاشتباك والأعراف الدولية والقوانين الأممية.
إرهاب الحوثي
بينما يمارس الحوثي الأعمال الإجرامية ضد المدنيين وما قام به الحوثي ضد سفينة مسالمة تعمل على بناء المستشفى في جزيرة سقطرى، وسجل الحوثي الإجرامي له تاريخ طويل فهو يختطف البشر والمدنيين، ويستهدف الأمن الدولي، من استهدافه للسفن العابرة للممرات المائية، ففي عام 2016 استهدف المدمرة الأمريكية بصاروخين وقبلها السفينة الإماراتية سويت، وأيضا استهداف سفن تجارية بواسطة زوارق مسلحين، وهذا جزء من طبيعتهم العدائية ضد كل ما فيه حياة وضد كل ما فيه مبادئ أخلاقية، مبينا أن تلك هي مساعٍ إيرانية بحتة في استهداف الممرات البحرية العربية تحديدا والعالمية بشكل عام، مؤكدا أن المليشيات أداة تم برمجتها مسبقا لتحقيق تلك الأهداف التابعة لإيران.
توثيق الجرائم
من جهته أكد الباحث السياسي اليمني أحمد ناشر أنه يوما بعد يوم يتضح حجم الحرب الإيرانية ومطامعها بالعالم العربي واستنزاف المنطقة تعدت كل القيم والأخلاق والمعاهدات الدولية، ويسعون دائما للخراب وتمزيق الوحدة العربية وأحد أهداف إيران هو زعزعة واستقرار الممرات البحرية العربية وتسعى لتدويله لتدع منافذ لمطامع دولية أخرى بما يهدد استقرار البحر الأحمر، مبينا ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة من خلال تنفيذ اتفاقية أمن الدول المطلة على البحر الأحمر وتوحيد الدعم لكل ما يمس أمن البحر الأحمر، مطالبا الأمن الدولي والمنظمات الدولية والعالمية باتخاذ إجراءات صارمة وعقوبات ضد إيران وأجندتها والذي يهدد الأمن والسلام الدوليين، وأضاف أن التحالف يتقدم بخطوات كبيرة جدا في العمليات النوعية للتحالف والشرعية على ثكنات ومعسكرات ومنصات المسيرات والصواريخ الحوثية، مناشدا الحكومة اليمنية أن تقوم بالتحرك السريع ورصد كافة الجرائم الإيرانية في اليمن وأرشفتها وتحليلها ووضع العالم أمامها ليكون شاهدا على العبث التي تقوم به إيران ضد أرض اليمن.