صيانة دوريةوقال راشد الجديعي: إن قصر «عالي» يحكي قصة تاريخية للمملكة بطلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله). وبسبب الإهمال وترك التراث لمهب الريح والأمطار تعرض لعدد من الانهيارات والتصدعات دون الحفاظ عليه، مشددا على ضرورة تنفيذ صيانة دورية شهرية للصرح الأثري، وترميمه بالكامل، والعمل على فتحه مع إنشاء متحف ومقهى ومطعم شعبي به، ليكون مزارا للسياحة بمحافظة قرية العليا.
تاريخ حافلويرجع تاريخ بناء هذا القصر، طبقًا للوحة التأسيسية، إلى عام 1355هـ، وكُتب على هذه اللوحة ما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز، بُني بقرية العليا قصر عالي بإشراف سمو الأمير سعود بن جلوي حاكم الأحساء عام 1355هـ» ناظر البناء خالد الفرج، وشيّد القصر وسط محافظة قرية العليا.شوارع واسعةويقع القصر وسط أربعة شوارع واسعة مسفلتة، ويضم من الداخل مجموعة من الإدارات الحكومية، وهي الجمارك والبريد والبرق والهاتف على اليمين بالجانب الجنوبي، ودورة مياه وبئر، ومركز للشرطة بالجانب الشرقي، ومقر الإمارة على اليسار بالجانب الشمالي، ومبنى إدارة المالية وسط الفناء، كما يضم مسجدا، ومقرا للسجن بالقسم الغربي من الجانب الشمالي، بالإضافة إلى وجود سلالم في الزوايا الأربع تؤدي إلى الأبراج العلوية المرتبطة ببعضها عن طريق ممرات.
انهيار أجزاءوكانت هيئة التراث ووفد من وزارة الثقافة بالرياض وعدد من المهندسين، والبلدية والدفاع المدني، قد باشروا انهيار 4 أجزاء داخلية وخارجية وبرج من قصر «عالي» التراثي، والذي يصل عمره إلى قرابة قرن من الزمان، بسبب التصدعات والاهتزازات الهوائية.
متابعة مستمرةوعقد محافظ قرية العليا ماجد العريفي، اجتماعا طارئا مع الفريق الذي باشر عملية الانهيار، فيما أغلق الفريق الطرق المحيطة بالمبنى لتقييم الأضرار والحفاظ على المارين. وقال العريفي: إن هناك متابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، حفظهما الله، إذ جرى تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لإجراء الترميمات اللازمة لهذا الصرح العملاق، وجرى الاجتماع مع الفريق المختص من هيئة التراث للعمل على ترميمه.
لا إصاباتوفوجئ أهالي محافظة قرية العليا بانهيار برج القصر الواقع بحي المروج في حين لم تسجل أي أضرار مادية أو إصابات، وأحاطت الجهات المعنية الموقع بشريط تحذيري، فيما أعرب عدد من الأهالي والسكان المجاورين لموقع القصر عن تخوفهم من سقوط أجزاء أكبر خلال الفترة المقبلة.
فرضيات عدة
وأثار انهيار البرج الغربي للقصر عدة فرضيات حول الأسباب، كما أعاد إلى الأذهان التحذيرات التي أطلقها الأهالي، سابقًا، بشأن معالجة مواد البناء الأصلية المستخدمة في ترميم القصور ومباني التراث العمراني الطينية.