@Majid_alsuhaimi
كنت مرة مستمعا إلى ندوة عن طب الأسرة، وكان يُطرح خلالها هموم الأسرة ومشاكلها داخل البيت لمختلف الأعمار، كبارا وصغارا، شبابا وشيباً، رجالا ونساء، ما لفت نظري أن بعض ما يعتقد الناس أنه مشكلة كبرى لهم أثبت عكسه الأطباء بأنه أمر طبيعي، فقال أحدهم كيف أجعل ابني هادئا راكدا، حيث إنه كثير الحركة وقليل السكون، فرد عليه الطبيب قائلا ابنك طبيعي لو كان راكدا وساكنا، فهنا مكمن الخوف، فمن الطبيعي أن يكون الطفل متعلقا باللعب والحركة، فهذا تكوينه الفسيولوجي، فلو سكن دون سبب فاعلم أن هناك مشكلة ماء نفسية أو جسدية، هناك فرق بين السكون والركود وفرط الحركة الزائد عن الحد فالمطلوب شيء بينهما، ثم تطرق النقاش إلى الألعاب الإلكترونية والأجهزة اللوحية والذكية وكيف أثرت تأثيرا بالغا وكبيرا جدا على نمط تفكير الأطفال ونمو قدراتهم واتساع مداركهم، بل والتأثير اللغوي عليهم، وكيف ساهمت في بعض توترهم وقلقهم جراء كثرة التسابق والمنافسة داخل هذه الألعاب. أكد الأطباء عددا من المرات أن الطفل الطبيعي يذهب من هنا لهناك ويقفز ويجلس فوق الطاولة وإذا وقف وانحنى وأدخل رأسه بين رجليه فلا تستغرب، بل يُستغرب منك إذا قلت له (اركد يا ولد). هنا عادت بي الذاكرة للألعاب الحركية رغم أنني لست من جيل عصر الحجر ولا الطين ولا حتى الخوص، الذي لم يلحق على شيء إلكتروني لكني كنت أحب الألعاب الحركية، بل واكبت الكثير منها ولكن الأشهر (طاق طاق طاقية رن رن يا جرس، حوّل واركب على الفرس) والغميمة وطش وحركة Stop، وإن كان هناك بعض البنات فلهن من الرقة نصيب كلعبة (فتّحي يا وردة، سكّري يا وردة )، وحتى لعبة الكراسي ومما شابهها هي ليست لعبة حركية فقط، بل بها الكثير من المهارات المهمة كالسرعة واتخاذ القرار والمراقبة للنفس والخصم. بحكم أنني من أكبر جماهير نادي ريال مدريد فقد استمعت إلى رئيسه متحدثا في لقاء تليفزيوني وصرح قائلا (نحن نعاني من شح المواهب فالكثير من الأطفال يفضلون الألعاب الإلكترونية على كرة القدم ولم يعد هناك طفل يلعب كالسابق) تخيل أن هذا التصريح من رئيس أحد أعظم أندية العالم كيف يصف هذه المعاناة رغم الملايين الهائلة، التي يتقاضاها اللاعبون بل إن أجر موسم واحد كفيل بتأمين مستقبل أسرة كاملة مدى الحياة، ومع ذلك فسلوك الطفل لا يزال خطرا تجاه تجنبه للحركة وعدم رغبته بها. وعلى طاري الغميمة فأعتقد أنني أكثر شخص في هذا الكون فشل في الاختفاء وتم كشفه، فكان صوت الضحك والقميص الأزرق برقم الأسطورة يوسف الثنيان 15 أهم المدلولات لفضحي تلقائيا ودون تعب.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi
@Majid_alsuhaimi