DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السياسي والدبلوماسي د. رمضان البحباح لـ «اليوم»: تأجيل الانتخابات ضربة لطموحات الليبيين.. ولمصلحة «الإخوان»

السياسي والدبلوماسي د. رمضان البحباح لـ «اليوم»: تأجيل الانتخابات ضربة لطموحات الليبيين.. ولمصلحة «الإخوان»
السياسي والدبلوماسي د. رمضان البحباح لـ «اليوم»: تأجيل الانتخابات ضربة لطموحات الليبيين.. ولمصلحة «الإخوان»
د. رمضان البحباح
السياسي والدبلوماسي د. رمضان البحباح لـ «اليوم»: تأجيل الانتخابات ضربة لطموحات الليبيين.. ولمصلحة «الإخوان»
د. رمضان البحباح

قال السياسي والدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح: إن تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية الليبية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر ضربة قوية لطموحات الليبيين الراغبين في استعادة أمن واستقرار بلادهم، لافتا إلى أنه يصب في مصلحة جماعة الإخوان الإرهابية التي حاصرت مقر المفوضية في سعي لتعطيل الانتخابات وإسقاط البلاد في فخ الفوضى.
وأضاف البحباح في حوار مع «اليوم»، إن التصعيد الأخير للميليشيات المسلحة بمحاصرة مقرات الدولة وإعلان رفض إجراء الانتخابات بأي شكل من الأشكال والتهديد بالسلاح في وضح النهار يشير إلى أن وصول ليبيا إلى شاطئ الاستقرار يحتاج إلى إرادة شعبية، منتقدا التدخل الأجنبي في شؤون بلاده الداخلية.
وشدد على أن الجيش الوطني الليبي هو صمام الأمان لاستعادة الأمن في البلاد، مؤكدا أن ما يزيد من عمق الأزمة الليبية لعبة المصالح التي يمارسها جيدا المنتفعون، سواء من الداخل أو القوى الأجنبية التي لا تريد سوى إبقاء البلاد بالفوضى لنهب خيراتها، كما تحدث البحباح عن موضوعات أخرى شائكة تتعلق بما تشهده بلاده من أزمات عاصفة.
كيف تنظر إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟
- وقف الانتخابات وعدم إجرائها في 24 ديسمبر يعني للأسف نجاح مخطط جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا لاستمرار الفوضى في البلاد، وكذلك استمرار القابضين على حكم الشعب الليبي المهزوم أصلا في إرادته منذ 2011 في تصدر المشهد السياسي، ويجب أن نعترف بأن تنظيم الإخوان نجح في دق إسفين الشقاق وعمّق سياسة فرّق تسد بين القوى الوطنية الليبية، وهذه طبيعة سياستهم المتآمرة، لكن المؤسف أن ينجر من كنا نعتقد أنهم أدركوا فصول التآمر على بلادنا وشعبنا إلى هذا الفخ، ويتحولوا إلى معاول هدم.
أقول لليبيين الانتخابات الآن عليها السلام، ابحثوا عن خيار آخر، فالإرهابيون لن يسلموا لكم بلادكم، لقد أفتى مفتي جماعة الإخوان الإرهابية بليبيا المدعو الصادق الغرياني بكفرها ونفذ أنصاره الفتوى باقتحام مقر المفوضية الليبية العليا للانتخابات في مشهد أصابنا جميعا بالإحباط وأعطانا مؤشرا على صعوبة إقامة الانتخابات وهو ما تحقق بالفعل.
وبرأيي أن الانتخابات في ليبيا هي مطلب دولي، وبالتالي لن تكون إلا لصالح المجتمع الدولي، إن ما يسمى بالاستقرار في ليبيا بلغة الدبلوماسية يعني تنصيب أداة حكم تعمل لصالح المشروع الأجنبي وليس كما يفهمها بعض المتفائلين بأنها استقرار لمصلحة الليبيين، الانتخابات الحقيقية عندما تكون هناك سيادة ورغبة شعبية وليس وجود البلد تحت الوصاية الدولية، وأقول لهؤلاء المتآمرين «مارسوا عبثكم أيها المستعمرون في ليبيا، كما شئتم حتى يخرج من يقود هذا الشعب لمقاومتكم».
هل خلافات المترشحين كانت تعطي فرصة لمرشحي الإخوان؟
- كان على المترشحين للانتخابات البرلمانية الانتباه إلى خطط جماعة الإخوان الإرهابية بترشح عناصرهم في المناطق المتقدمين فيها والذين سيحصدون أكبر عدد من الأصوات نتيجة التنسيق والتخطيط والدهاء، ووجهت نداءات إلى المرشحين الآخرين بضرورة التنازل لمرشح يكون له حظ وفير بدلا من شرذمة الأصوات والخروج من الانتخابات بخفي حنين، الأمر حساس جدا ويحتاج للعمل بشكل سريع لمواجهة هذه اللعبة الخطيرة حتى لا يقبض الإخوان على البرلمان ويكون بأيادي مرشحيهم الجانب التشريعي في مجلس النواب ما سيمنحهم الفرصة لوأد أي أحلام لدولة ديمقراطية عن طريق قوانين تربك البلاد وتعمق الخلافات والانقسامات.
وما أبرز السلبيات التي سبقت المسار الانتخابي؟
- ما حدث من تزوير ورشاوى وشراء ذمم أمر غير مستغرب في العملية الانتخابية فهي ضمن متطلبات الوصول إلى السلطة وفق نواميس الديمقراطية الغربية «الليبرالية»، التي ترفع شعار «دعه يعمل دعه يمر».
لوحة إعلانية عليها صورة خليفة حفتر على جانب طريق في بنغازي (رويترز)

لماذا كانت ردود الأفعال المحلية تجاه تأجيل الانتخابات هادئة؟
- عدم وجود أي رد فعل غاضب على إلغاء الانتخابات مؤشر على أن أغلب رجال الشعب الليبي الحقيقيين من القيادات والرموز السياسية الغيورين على البلاد قد ماتوا.
عندما قلنا إن سيناريو الانتخابات هو لامتصاص الغضب الجماهيري الذي ازدادت حدته نتيجة المشكلات، ضحك البعض وقالوا هو الحل لخروج البلاد من النفق المظلم الذي وضعت فيه، لكن العصابات الإرهابية المسلحة رفضت هذا الخيار وأعلنت أنها لن تسمح بأي استحقاق طالما لا يلبي رغبات من يديرها، للأسف بكل وضوح وصراحة القرار النهائي فيما يتعلق بالقضايا المصيرية في ليبيا بيد الأجنبي.
هل ساهمت مفوضية الانتخابات الليبية في قرار التأجيل؟
- دون شك كان لها دور مؤثر نتيجة التخبط في قراراتها.
رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا بعدما فشل في التعبير وإيجاد مصطلح واضح ومباشر للإخفاق، استخدم بديلا لكلمة التأجيل مصطلحات الفيزياء واستبدل «التأجيل بالإزاحة»، ولا أدري هل هو تهرب من ردود الفعل أم أن الوقت الراهن بالفعل أصبح حالة فيزيائية في ليبيا؟
الكل باستثناء مسؤولي المفوضية كان يدرك أن الانتخابات لن تتم خصوصا بعد التصعيد الأخير للميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس وفي سبها، بمحاصرة مقرات الدولة وإعلان رفض إجراء الانتخابات بأي شكل من الأشكال والتهديد بالسلاح في وضح النهار.
قلت مرارا وتكرارا إنه لا يمكن إجراء انتخابات في وجود الاحتلال وحتى إن وجدت فهي شكلية وصورية ليس لها أي تأثير إيجابي على مستقبل البلاد بل تعد مجرد غطاء وشرعنة لوجود المحتل.
الغرب الإمبريالي لا يريد انتخابات تفرز حكومة وطنية، ولاؤها للوطن يريد عملاء ينفذون الأوامر، وعندما تأكد من حقيقة ذلك أصدر أوامره بإلغائها ووضع عملاءه في موقف حرج كل منهم يلقي باللائمة على الآخر.
وكيف تقرأ الموقف الأمريكي والدولي من التهديد بوقف الانتخابات؟
- قوبلت تصرفات الميليشيات ومعرقلي الانتخابات برفض قوي ومباشر خاصة من الإدارة الأمريكية عن طريق سفيرها الذي شد الرحال مسرعا إلى ليبيا ليهبط في مطار معيتيقة، واستدعى بعض المرشحين للرئاسة ورئيس المفوضية العليا للانتخابات ووزير داخلية حكومة عبدالحميد الدبيبة، وشدد على أن أي محاولة للمساس بالانتخابات من أي طرف أو جهة ستتعارض بشكل كلي مع قانون استقرار ليبيا الذي أقره البرلمان الأمريكي وسيتم بموجبه معاقبة المخالفين بأشد العقوبات في حالة المساس به، وأن أي إجهاض للعملية الانتخابية هو بمثابة إجهاض للمشروع الأمريكي في ليبيا، وأن أي تهاون من الجهات الحكومية في تطبيق العقوبات مع المعرقلين سيواجه بإجراءات صارمة وقوية وتصبح ضمن المستهدفين، لكن تصاعد الأحداث في الأيام التي سبقت الانتخابات وفشل المفوضية العليا للانتخابات في حسم الإشكاليات أدى إلى تأجيل الانتخابات إلى 24 يناير.
برأيك من أبرز المرشحين الذي سينال دعما دوليا؟
- من يستطيع أن يقدم مشروعا سياسيا رؤيته منسجمة مع التوجه الدولي، وهو ضمان مصالح الدول الأجنبية في ليبيا سيحظى بدعم دولي، وذلك لأن الحالة السياسية في ليبيا لم تكن نابعة من إرادة الشعب الليبي ومعبرة عن أمانيه وتطلعاته بقدر ما هي أمر فرضه الأجنبي بغطاء أممي وبشروط واضحة وموعد ثابت لا يقدم ولا يؤخر وفق متطلبات معروفة، أما من سيخالف ذلك سوف يتم إقصاؤه بعديد المبررات الجاهزة والمعلبة وسيتم الطعن في قانونية انتخابه وسيؤخذ بأي طعن مهما كان شكله ولو كان غير قانوني.
لهذا فإن هذه الترتيبات مهمة جدا لوصول المرشح للسلطة بغض النظر عما سيكون شكل الدولة وقرارها السيادي وبالتأكيد لن تكون دولة مستقلة تتمتع بقرارها ومصيرها السيادي مطلقا، لكنها ستكون دولة نسبية في علاقاتها الخارجية وفي إبرام اتفاقياتها ومعاهداتها بغض النظر عن الخطاب التقليدي الذي ستروج له وسائل الإعلام التابعة لها.
سيادة الدول لن تكون بقرارات أجنبية ولا مؤتمرات تنشأ عنها قرارات ملزمة التنفيذ، ولكنها تكون نابعة من إصرار جماهيري وقدرته على انتزاع سيادته وحريته واختيار أسلوب الحكم الذي يناسبه دون تدخل خارجي.
البحباح يجيب عن أسئلة الزميل حسام أبو العلا (اليوم)

عودة ستيفاني وليامز للمشهد السياسي الليبي، هل ضمن صفقات سياسية؟
- تنصيب ستيفاني وليامز مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا كان نكاية في الفيتو الروسي الرافض لتنصيب الإنجليزي في منصب المبعوث الخاص، هذا التحدي يظهر حدة الصراع الغربي الروسي في ليبيا، ويظهر أن من تجمعهم ستيفاني هم عملاء الغرب في ليبيا وليس لهم علاقة بمصالح الشعب الليبي، وأي قبول لخطة جديدة غير إقرار العملية الانتخابية رئاسية وبرلمانية على حد سواء دون استثناء هو عملية التفاف واضحة وفرض سياسة أمر واقع.
برأيك من صمام الأمان لضمان استقرار ليبيا في هذه المرحلة الفارقة؟
- القوات المسلحة الليبية بعقيدتها الوطنية هي صمام الأمان للشعب الليبي، وأثبت الجيش الليبي في كل المواقف أنه يريد الخير للبلاد دون أية مصالح وهدفه استعادة الأمن والاستقرار، ووقف تمزيق البلاد، والتصدي بقوة لكافة مؤامرات الإخوان والعملاء والمتآمرين في تقسيم ليبيا إلى دويلات لإضعافها ومن ثم تفجير فتن، وفي النهاية نهب خيرات أبناء شعبها وإسقاطهم في مستنقع الخلافات والتشرذم والفقر.
المرتزقة معضلة كبيرة.. لماذا تأجل حلها؟
- لعب المرتزقة دورا مؤثرا في استمرار الفوضى في البلاد خصوصا بعد دورهم الفاضح في ليبيا منذ دفع بهم النظام التركي إلى مساندة الإخوان ومؤيديهم.
وشاهدنا مؤخرا زيارة عدد من أعضاء مجلس النواب إلى تركيا، وأشارت تقارير إلى أن توقيتها قد يكون في إطار تسوية سياسية ومالية سريعة في ظل ما تعانيه أنقرة من مشكلات اقتصادية كبيرة، وتمت مطالبة تركيا بالاستجابة لنداءات المجتمع الدولي بسحب مرتزقتها وإجلاء قواتها من قواعدها من ليبيا.
وماذا بشأن دور الميليشيات في الانتخابات؟
- القوانين التي أعطت الفرصة لبعض من لا يستحقون الظهور في المشهد السياسي الليبي بها كثير من العيوب وجب تصحيحها أو إلغاؤها، لهذا أطلق هؤلاء العنان للميليشيات المسلحة بإقفال مراكز الاقتراع الانتخابية في بعض المدن لا سيما في غرب البلاد بالقوة وعدم تمكين المواطنين من الحصول على بطاقاتهم الانتخابية في محاولة لعرقلة جهود المفوضية العليا للانتخابات.
من يتحمّل الفوضى التي تمر بها ليبيا منذ أعوام؟
- تعاني ليبيا زعزعة الاستقرار وعدم الأمان وواقعها واللغة السائدة فيها هي لغة الإرهاب والقتل والتدمير، وهي جرائم دبرها الخونة من العملاء في الداخل والخارج في حق الشعب الليبي، وكان الهدف تدمير المؤسسة العسكرية والأمنية ووضع التقسيم السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني.
ينبغي أن نجيب عن هذه التساؤلات أولا ومعرفة المسؤول عن هذه الجرائم حتى نستطيع أن نعيد عملية الاستقرار بشكلها الطبيعي، أما أن نتحدث عن استقرار ليبيا دون معرفة من زعزع وقوض استقرارها فهذا يعني أننا سنمنح صك براءة للمجرم وعدم تجريمه على فعلته.
بعد اكتمال فصول مسرحية تدمير ليبيا تم تكوين مؤسسات كرتونية باسم الديمقراطية للتغطية على حجم التدخل والعبث الذي مارسته القوى الأجنبية عن طريق مخابراتها وعملائها الذين أذكوا نار الحروب والصراعات بين المدن والمناطق وحرقها وجلب تنظيمات إرهابية لزيادة حدة التوتر والأوضاع بشكل أكثر تعقيدا في محاولة لإملاء أوامر وأجندات لكل مجموعة تم تشكيلها لتمارس سلطتها بما يتلاءم مع مصالح تلك الدول، وكان الفصل الأخير في هذا المشهد العبثي في ليبيا بتأجيل الاستحقاق الانتخابي.
لماذا اعتبر الليبيون التصريحات الأخيرة للسفيرة البريطانية تدخلا في شؤونهم؟
- بيان سفارة المملكة المتحدة في ليبيا الذي يتمسك باستمرار حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها في 24 من ديسمبر، يمثل انتهاكا للسيادة الليبية وتدخلا في الشؤون الداخلية وعرقلة لخارطة الطريق، فقد أعلنت بريطانيا أنها ستواصل الاعتراف بحكومة الدبيبة كسلطة مكلفة، وترفض إنشاء حكومات أو مؤسسات وصفتها بـ «الموازية»، ما أثار حالة واسعة من الغضب بين الليبيين وطالبوا بطرد السفيرة بعد «التجاوز غير المقبول» في شؤون ليبيا.