تاريخ يمتد إلى مراحل دراسته الأولى في ستينيات القرن الماضي، الموهبة تفصح عن نفسها والقدرات الفنية تتنامى وتكبر. لاحظ معلموه مبكرا هذا التميز في رسم الأشياء ومحاكاتها، فكان محط اهتمامهم وعنايتهم، في المرحلة المتوسطة تتأكد الموهبة وتكبر. في مدرسة الهفوف النموذجية، التقينا دون أن نتعارف، أخذ طريقه إلى معهد التربية الفنية بالرياض فوجد ضالته وزملاء يشاركونه الفن ويتنافسون معه تنافس البراءة الفنية، خاصة في الدروس العملية، التي لم يكن يجاريه فيها أحد. مبكرا رسم مناظر وصورا في بعض المحال التجارية بالأحساء، ومبكرا أيضا تعرف على السيريالية، التي يقول إن بداياتها مع مشاهدته فيلما تتمثل فيه بعض المشاهد. تستضيفه جمعية الثقافة والفنون بالأحساء عام 1979 بمعرض شخصي قبل أن يشد الرحال إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الفن ضمن ابتعاث حكومي له ولعدد من زملاء المهنة (تعليم التربية الفنية) يعود بصيغة وقناعات جديدة كان يقول لنا عن بعض الجوانب المهمة في تعليم الفن هناك والمتغيرات، التي حصلت معه. ذهب إلى أمريكا وكان اسما معروفا على مستوى الأحساء والمنطقة والمملكة. شارك في معارض سبعينية مبكرة وكانت أعماله لافتة، بل إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قدمت بعضها في مشاركات عربية كبيرة، فكتب عنه أبرز نقاد تلك الفترة بينهم جبرا إبراهيم جبرا. لم تكن السريالية بأسمائها همه الكبير قدر سعيه للتعبير عن أفكاره الإنسانية من خلال بعض صيغها. وامتداد تميز تجربة عبدالحميد البقشي في مرحلة تالية بدا ظاهرا من خلال تناوله الكتابة ومنطلقا من رسم الدينار العربي فاستلهام الرسوم الشعبية أو تلك التي يمكن استعادتها من مشاهدات سابقة، حضور مع تباعده يتميز باسم (البقشي) الذي كرمه معهد مسك في أولى دوراته تكريم الرواد السعوديين، وكذلك استقطابه لبعض العروض في الأحساء تحديدا، التي يتجاوب مع دعوات بعض مؤسساتها ومعارفه.
[email protected]