وفيما يجب أن يحدث بالتحديد حتى يمكن عقد قمة بصيغة «نورماندي»، يوضح السفير الروسي في ألمانيا: المسألة تتعلق بتنفيذ الالتزامات الواردة في كتالوج إجراءات «مينسك»، وهي التزامات محددة بشكل تام ومرسخة وفقا للقانون الدولي، ويجب على برلين وباريس أن تدفعا الحكومة في كييف إلى الوفاء بالتزاماتها، ونحن ننتظر خطوات فعالة في هذا الاتجاه.
صيغة «نورماندي»
وباعتبار أن من الواقعي ضم الولايات المتحدة إلى صيغة «نورماندي»، يشير السفير نتشاييف إلى أنه لم يسمع أن الأمريكيين لديهم رغبة في هذا، وقال: ولا أعرف موقف الألمان والفرنسيين من هذا، الموجود الآن هو ما لدينا وينبغي لنا أن نبقي عليه.
وكان نائب المستشار الألماني الحالي روبرت هابيك، أعلن في حملته الانتخابية عن تأييده لتوريد أسلحة إلى أوكرانيا، وقد طالب الرئيس الجديد للحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس بهذا أيضا، ويقيم نتشاييف هذه المطالب بالرد قائلا: التطوير العسكري لأوكرانيا هو من وجهة نظرنا ضار بشكل مطلق وفي غير محله، وكل الخطوات في هذا الاتجاه سيكون لها أثر عكسي، ومثل هذه الأفكار ينهض دليلا يدعم حاجة روسيا إلى ضمانات أمنية، ونحن نطالب بهذه الضمانات في إطار صيغة مرسخة وفقا للقانون الدولي.
وبخصوص المواقف المتباينة داخل الحكومة الألمانية الجديدة بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر من خط الغاز المثير للجدل «نورد ستريم 2»، يلفت السفير الروسي الانتباه إلى أن الخط تم وينتظر التصديق عليه، وتابع: أسمع من الحكومة الألمانية الجديدة تقييما يفيد بأن الخط هو مشروع للقطاع الخاص ولا ينبغي ربطه بالسياسة، وأعتقد أنه مفيد للغاية لألمانيا نظرا لاعتزامها التحول في سياسة الطاقة.
جريمة «تيرجارتن»
وزاد: نحن لا نعول على كلام أحد، ولكننا أحطنا علما بهذا، ونتمنى بشدة أن نكمل المشروع إلى نهايته، والجميع سيستفيد من تشغيل خط «نورد ستريم 2».
وبشأن موعد تشغيل الخط، يقول نتشاييف: هذا أمر تحدده الوكالة الاتحادية للشبكات (في ألمانيا). نحن مستعدون للتوريد على الفور.
وفيما يخص الحكم الذي صدر في القضية المعروفة باسم «جريمة قتل حديقة تيرجارتن» وأدى إلى طرد متبادل لدبلوماسيين بدأ من جانب الحكومة الألمانية أولا ثم من جانب روسيا، يؤكد السفير سيرجي، أن الحكم يبدو غير مبرر وله دوافع سياسية، منوها «هو ما نأسف له بشدة بطبيعة الحال»، ويشرح بالقول: إذ جرى التأكيد من البداية أن الهياكل الحكومية الروسية تقف وراء جريمة القتل هذه، وهو ما لا يمكننا بالطبع قبوله بأي حال من الأحوال.
وإذا كان في اعتقاده على سبيل المثال أن الحكومة الألمانية كان لها تأثير على هذا الحكم، يوضح نتشاييف: لا أستطيع أن أقيم من الذي مارس الضغط، أنا أرى فقط أن الحديث كان عن وجه واحد فقط للرواية من البداية، وقد كان هناك الكثير من الضوضاء حول هذه القضية، كما أنه لم تكن هناك أدلة مقنعة على ضلوع جهات حكومية روسية في جريمة القتل، ويضيف السفير الروسي: وكان الرئيس بوتين وصف المجرم أنه «إرهابي غارق في الدماء».
أجندة إيجابية
ويتابع السفير الروسي في ألمانيا سيرجي نتشاييف بالقول: إن القتيل مذنب بحق الكثير من الناس ومن ثم فإن له العديد من الأعداء بالطبع، وقد وجد له مقرا في ألمانيا - رغم كل خطاياه وجرائمه - وقُتِل، لكننا نرفض بشكل قاطع الادعاء بأن هناك هياكل حكومية روسية تقف وراء جريمة القتل هذه.
ويقول: يجب أن نواصل العمل على أجندة إيجابية، فنحن لا نريد «تغريبا بين الروس والألمان»، بل إننا نهدف إلى حوار بناء وتعاون يعود بالنفع على الجانبين.
وفيما يلي إيقاف وكالة «يوتلسات»، لقناة آر تي الناطقة بالألمانية، شدد سيرجي نتشاييف على أن موسكو سيكون لها رد فعل وهناك خيارات مختلفة، وهناك العديد من الصحفيين الألمان في روسيا، كلهم يشعرون بارتياح في السوق الإعلامية الروسية، وفي الواقع نحن لا نريد صراعا، نحن فقط نريد أن تكون لقناتنا في ألمانيا نفس الحقوق والفرص وأن تتمكن من العمل بشكل هادئ، والمسألة ليس بها تلقائية وأنا لا أود أن أستبق شيئا ولا أزال أتمنى عدم ممارسة ضغوط على آر تي في ألمانيا.
وتتولى ألمانيا رئاسة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في يناير الحالي، وكانت روسيا عضوا في هذه الصيغة، ويرى سفير موسكو في برلين، أن بلاده جزء من مجموعة العشرين، وهم بصدق راضون للغاية بهذا، لأن هذه الصيغة بها نطاق أوسع كثيرا من الدول والآراء.