وجاء الخطاب الملكي في ظل نهضة تنموية واقتصادية، ورؤية إستراتيجية، وحوكمة ومساءلة ومحاسبة دقيقة تهدف إلى إعادة بناء اقتصاد وطني نوعي وطموح، وتوليد الوظائف لجميع المواطنين، وعكس دور القيادة الريادي في صنع القرارات السياسية، والاقتصادية على المستوى المحلي، والإقليمي والدولي.
فعلى المستوى المحلي ركز الخطاب الملكي على مكافحة الفساد، وتطوير التعليم والصحة، وإسكان المواطن، ودور بنوك التنمية في إقراض المواطنين، ومراجعة الأنظمة، وتطوير التشريعات، ونظام القضاء، وتحسين الأداء، أما على المستوى الدولي فأكد الخطاب على ثوابت المملكة، وعلاقاتها الدولية القائمة على السلام، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
كما بارك الملك سلمان -حفظه الله- إطلاق سمو ولي العهد للعديد من المشاريع، ذات الرؤية المستقبلية، وريادة الأعمال، وبرامج التحول الإلكتروني، ومبادرة السعودية الخضراء، وبرنامج جودة الحياة، واستقرار أسعار النفط، ودور المملكة أثناء رئاستها لمجموعة العشرين، ودعم العمل الدولي نحو تحقيق السلام لشعوب العالم.
وأشار الخطاب الملكي لرؤية المملكة الإستراتيجية في الحفاظ على كيان مجلس التعاون سواء كان ذلك في قمة العلا، أو ما أسفرت عنه جولة سمو ولي العهد لدول مجلس التعاون، واستضافة المملكة القمة للدورة (42) للمجلس، وما صدر عن القمة من تعاون إستراتيجي، وتكامل اقتصادي، وتنموي بين دول المجلس.
أيضا توقف الخطاب أمام دعم القضايا العربية والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية، وحل الصراعات في اليمن وسوريا، وليبيا ولبنان، والعراق والسودان، وأفغانستان وإيران، والتأكيد على أهمية استقرارهم، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وتوفير الأغذية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، والأعمال الإنسانية.
وشكر الملك سلمان -أعزه الله- المواطنين والمواطنات، والمقيمين والمقيمات، وأجهزة الدولة الصحية والأمنية، وجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، وكافة العاملين في القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص على جهودهم لمواجهة جائحة كورونا، فالخطاب الملكي كان شاملا ووافيا، ودعما للجوانب التنموية، والاقتصادية والاجتماعية.
لقد ترجم الخطاب الملكي الإنجازات التنموية، والإصلاحات الاقتصادية، وعليه نأمل في ظل هذه الرؤية الاستشرافية، والإنجازات الكبيرة إعادة هيكلة مجلس الشورى ضمن خطط مرحلية، وزيادة أعضاء مجلس الشورى، ونتطلع بأن يكون هناك نقلة نوعية في الحياة الشورية وصولا إلى مرحلة انتخاب خيرة أبناء، وبنات الوطن في المجلس.
فمجلس الشورى يعتبر تجمعا للخبراء، والنخب السعودية الذين يخدمون بلادهم، وقيادتهم بكل إخلاص، ويمارسون صلاحياتهم بحدود وظيفتهم، فالخطاب الملكي يعتبر تقديرا لهم، وللمؤسسة العريقة، ودورها في حفظ التوازن، والاستقرار للوطن والمواطن، فحالة التنوع والخبرة، والثراء في مجلس الشورى فخر لنا جميعا.
خالص الشكر، والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على خطابه الملكي الكريم لمجلس الشورى، والذي كان شاملا، وهاما في توقيته وأهدافه، وبرامجه وغاياته، وأشعرنا بالمسؤولية، وحب الوطن، فحفظ الله لنا الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأدام الله على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار.
[email protected]