يشهد العالم هذه الأيام تنافسا محتدا حول امتلاك هذه التقنية الساحرة، فهناك مليارات الدولارات التي تنفق في بلدان كالولايات المتحدة والصين وأوروبا واليابان وكورريا الجنوبية من أجل تطوير تكنولوجيا الحرب الذكية، وأعني الأسلحة المدمرة ذاتية التشغيل aws، وهذه ما يطلق عليها حروب الجيل السابع، والحديث هنا حول مخاطر هذه الأسلحة الفتاكة التي تنعدم فيها معاني الرأفة والإنسانية، فقد شبهها بعض الكتاب بأن تطورها سيمثل مرحلة زمنية تتمثل بالعودة إلى أزمنة الوحشية البربرية، فعلى الرغم من برمجتها الذكية والدقيقة إلا أن نسبة الأخطاء لا تزال واردة بصورة واقعية كونها روبوتات قاتلة ومبرمجة على غريزة الشر، وقد لا تفرق بين الذكر والأنثى أو بين الطفل والشاب أو حتى بين العدو والصديق !!.
مخاطر الذكاء الاصطناعي لا تنحصر باتجاه الأسلحة والروبوتات الفتاكة فحسب، بل هناك خطر جسيم لا يقل عنها، وهو ما يتعلق بالإنسان ذاته أو ما يطلق عليه اليوم الكائن الحي السيبراني cyborg، وهو الإنسان المضاف إليه مزايا الذكاء الاصطناعي، فقد أعلن أثرى أثرياء الكوكب الأرضي إيلون ماسك عن توصله إلى شريحة صغيرة يتم استزراعها داخل الدماغ، بحيث تقوم أعصاب الدماغ بإدارتها لإمداد العقل بقدرات خارقة، وهنا نستذكر أفلام الخيال العلمي SUPERMAN، ولعل فيلما عربيا قد تعرض لهذه الظاهرة المستقبلية ولو بصورة كوميدية ساخرة، وهو فيلم 8 جيجا للفنان المصري محمد سعد، بالإضافة إلى أن الدراسات تؤكد أن هناك إمكانية زراعة خلايا صناعية على غرار الخلايا البشرية ولكنها غير قابلة للمرض أو التلف،، مما يجعل بني البشر أقرب إلى الآلة الذكية من طبيعتهم الفطرية.
وبالتالي فإن المخاوف تتجدد حول تأثيرات تقنية الذكاء الاصطناعي على طبيعة الحياة الإنسانية من حيث انقراض الوظائف البشرية التي ستحل محلها التطبيقات البرمجية بالإضافة إلى قدرات الذكاء الاصطناعي على انتهاكات خصوصية المستخدمين والمتاجرة ببيانات العملاء وأتمتة الأسلحة، وقد يتلاشى مفهوم الجيش التقليدي وتتحول الحروب إلى ساحة أشبه ما تكون بألعاب الأطفال الإلكترونية، وستقاد ساحات الوغى بأنظمة البرمجة عن بعد، وسيستبدل الجنود بالروبوتات الآلية الذكية، فهل سيحدث ذلك بالفعل أم أن لقادم الأيام كلمة أخرى،، الله أعلم.
@albakry1814