عندما تطالعنا تصريحات تتهم دولا مثل المملكة العربية السعودية باحتجاز العاملين اللبنانيين فيها كرهائن، بينما المملكة ودول الخليج توفر مئات الآلاف من الفرص الوظيفية والعيش الكريم لهؤلاء المواطنين اللبنانيين، الذين دفعهم السيد نصر الله للهجرة وترك موطنهم بسبب الفقر وشح الوظائف تحضرني الكثير من التساؤلات. فسلوكيات «السيد» تسبّبت في هجرة العقول والعلماء اللبنانيين من بلادهم إلى دول أخرى، بالمقابل ازدهرت تجارة الكبتاجون وانتشر الفساد والقتل والنتيجة معروفة...... ضياع حضارة لبنان وأصبح الاقتصاد يعتمد على زراعة المخدرات وتصنيعها عوضاً عن تصدير الخوخ والعنب والحضارة.
قد تكون العزلة المفروضة على السيد نصر الله سببا في ظهور بعض الأعراض النفسية، التي يعاني منها بشكل واضح، فهو مختبئ في سرداب تحت الأرض خوفاً من الاغتيال، وخطاباته الكثيرة التي تترجم قلقه منقولة تليفزيونياً إلى الاتباع المغيبين. هذه العزلة تتسبب في كثير من الأحيان في قلق شديد واكتئاب وحتى أعراض ذهانية مثل الوساوس والضلالات والهلاوس، فقد تم توثيق هذه الأعراض في كثير من الأبحاث النفسية في بعض المرضى ممن عانوا من العزلة جراء الحجر الصحي الطويل بسبب وباء الكورونا. وهناك مسببات أخرى لمثل هذه الأعراض مثل إدمان الكبتاجون والمخدرات، التي انتشرت في لبنان للأسف مؤخراً. من المعروف أن هذه الظروف والمؤثرات قد تفاقم أعراض ذهانية موجودة بشكل طفيف مسبقاً، التي قد تظهر أحياناً في شكل سلوك سيكوباثي وعدواني، من أعراضه الشك والوساوس المستمرة وإحساس بالعظمة، وإحساس الشخص بأنه مكلف من قبل الرب أو شخصية عليا مثل الولي الفقيه برسالة أو دور معين في مخيلته بهدف إنقاذ مَن حوله، بينما هو في الواقع وفي سياق هذه العزلة يتسبب في الدمار. ومما يفاقم هذه الصورة تلقي السيد تقارير معينة ممن حوله هدفها الاستمرار في هذا المسار، وحماية المنظومة الشيطانية وزعمائها من الانهيار. ويستخدم السيد نصر الله طرقا نفسية محسوبة بدقة استخدمها كثير من السياسيين والزعماء السيكوباثيين في الماضي تعتمد على التخويف من خطر خارجي قد يقضي على الاتباع، وإيهامهم بأن لهم دورا في حمل الرسالة، التي لا يتفهمها العالم، وترهيبهم من المخاطر والتبعات إذا هم أهملوا في أداء المطلوب منهم واتباع أوامره. ويستمر السيد في هذا المسار بإطلاق سيناريوهات وقصص وهمية مبالغ فيها مثل احتجاز اللبنانيين العاملين في الخليج كرهائن، لأنه يعلم أنه كلما كانت الكذبة كبيرة سيصدقها الاتباع، تماماً نفس الأسلوب الذي اتبعه جوبلز وزير هتلر للدعاية النازية، فالسيد حسن هنا يؤدي نفس الدور للسيد خامنئي. التاريخ مليء بأمثال نصر الله ونهاياتهم معروفة. كفانا الله شرورهم وندعو للشعب اللبناني ألا يطول الزمن قبل إنقاذهم من هذه الشخصية السيكوباثية.
@almaiahmad2