ليس بغريب عندما يتبع الإنسان شغفه لتحقيق أحلامه وطموحاته، إنما الغريب والمؤسف حقاً عندما تتبع أثر الآخرين وتنسى أن تصنع لنفسك الأثر الحقيقي، قرأت في كتب كثيرة في مجال تنمية الذات بما يعني أن طريق النور الذي يقودنا إلى نبع الخير يبدأ من النوايا التي تجمّل أقدارنا مهما كانت بألوانها وأشكالها، فما هي إلا انعكاس لما هو بداخلنا، ومهما جرت الرياح بما لم تشته سفن مخططاتك تذكر أن هناك أيضاً نافذة حتى لو كانت صغيرة يتسلل منها الأمل إلى قلبك، فلماذا تخلق بين يأسك والأعذار مظلة من العتمة تحجب ما بين سعادتك وروحك البيضاء النقية؟ أحيانا لا نتغير حسب إرادتنا بل بإرادة الظروف التي تعصف حياتنا ندرك تماماً معنى الألم ولذة الأمل في كل حين ونعلم بأن الذي خلقنا سبحانه وتعالى لن ينسانا، وهبوب الرياح الشديدة لن تهدم الأمنيات بل تصحح مساراتها ولله سبحانه وتعالى تدبير الأمور ولنا في السماء رزق من حيث لا نحتسب.
كونك مختلفاً فكرياً ومعرفياً ستثير الدهشة حتماً، ومع بدايات كل سنة جديدة تشرق المخططات من مشرق الأمنيات حتى مغرب تحقيقها بالجد والمثابرة وتنمية الذات بالتثقيف المستمر، وإذا أردت أن تعرف حقيقة سعيك وتحقيق طموحاتك انظر إلى نفسك بعين الناقد المصحح لقصورك خصوصاً خلال السنوات الأخيرة ماذا تغيّر فيك وماذا اكتسبت من خبرات وما قدّمته لنفسك وإلى أين وصلت حتى الآن حينها ستعرف قيمتك الحقيقية أتمنى أن لا تكون إنساناً مكانه سر ونسخة غير قابلة للتجدد أو التجديد، سقف ثقافته لا يتعدى أسوار بيته ومخزونه المعرفي شارف على الجفاف و الوفاض.
التغيير الإيجابي يحدث عندما نؤمّن لعقولنا فترة من النقاهة الفكرية ونغذي أرواحنا بما يرويها معرفياً وأن نمسك كتاباً لأننا بحاجة إليه، لا يهم أن نضع خطة حتى نقرأ ألف كتاب في السنة بل نضع خطة تطويرية على أن تكون حياتنا نابضة وناصعة بالقراءة، لا أخفي عليكم أنني في العام الماضي رغم انشغالاتي بين وظيفتين جمعني بينهما القدر فخراً وحباً ودعماً لطموحاتي «ما بين الثقافة والإعلام» قرأت ربما عشرين كتاباً فقط، ولكنني على سبيل المثال كتبت ما يقارب أكثر من خمسين مقالاً اجتماعياً وثقافياً، المهم هو إنني لم أستسلم لشبح الوقت القاتل بل أتنفس شهيقاً وزفيراً الكتابة والقراءة حتى وبخني أحد الأصدقاء ذات مرة بعدد الكتب التي قرأتها التي لم تصل حتى ربع ما فعل هو وحين سألته ما إنجازك لهذا العام 2022 قال أقرأ ألف عنوان ثم ماذا ؟ ثم لا شيء صديقتي.
أعتقد بأن المنافسة على القراءة يجب أن تكون منافسة على الجودة، وليس الكم، وتلك اللاشيء هي المعضلة الحقيقية في حياة كل قارئ، ما الفائدة من أن تقرأ دون أن تورث ذلك لمجتمعك وأفراده أو حتى تستثمر تلك الطاقة الفكرية والكم الهائل من المعلومات في خدمة العقول البشرية ودعم المثقفين؟ الكثير من الأفكار علينا أن نركز عليها ضمن خططنا القادمة إن كل معلومة مكتسبة من كتاب قد تقود أجيالاً نحو التقدم والرقي.. الكتاب الذي ستقرؤه هذا العام اجعله العصا السحرية التي ستغير ما لم نتوقعه أن يتغير!
كل عام وأنتم بخير وبركة وعطاء دائم مستمر.
@DalalAlMasha3er