ولعل ما دفعني هنا لكتابة هذا المقال هو الحاجة إلى التركيز أكثر في هذا المؤثر، وكيف للوزارة الاستفادة منه بشكل أكبر وأوسع في الوصول لمنتج نهائي عالي الجودة، فالطالب النجيب الذي يتلقى جميع فنون العلوم والحياة في المدرسة من مهارات وخبرات سيؤثر قطعًا في جودة الخيارات المقدَّمة في سوق العمل، وهنا لا أقصد أنه فقط سيُسهم في رفع جودة الصناعة كخريج أُسِّس بشكل رائع، ولكن أقصد أن خياراته في الاقتناء والشراء أو طلبه للخدمات ستكون أكثر وعيًا من الآخر الذي لم تمر عليه تلك التجارب في سنوات التعليم.
وأحدد هنا أكثر أنني منذ سنوات وحتى الآن أحتاج فنيين لصيانة المنزل، وكذلك منتجات كهربائية وسباكة وحتى الأثاث أو ما يرتبط به من ديكور وكذلك للصحة البدنية وخلافها الكثير، عندما أتعلم في المدرسة جرعات بسيطة كيف أعرف أنواعًا ومصطلحات بسيطة في الكهرباء أو السلامة المنزلية أو النجارة البسيطة وغيرها، سيكون من السهل عليَّ أن أتجنب كوارث أو عواقب شرائي أو جلبي مهندس صيانة بإمكانه أن يتسبب في صيانة سيئة للمنزل تسبب كوارث، كذلك سيساهم في رفع الوعي والفهم النوعي لتلك الصناعات وبالتالي رفع مستوى الخدمة المقدمة، وتقليص مشاركة السيئين في مجتمعنا الذين يمررون السيئ منهم مستغلين جهلنا به.
أذكر هنا أن الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة هو "ضمان التعليم الجيد المُنصف والشامل وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع"، والذي طُوِّر في أبريل من العام 2000 في اجتماع بمنتدى التعليم العالمي بداكار السنغال، حيث اعتمدت ستة محددات تعليمية له، وجاء في الهدف الثالث منها تناول بند تحسين إمكانيات الوصول إلى تعلم المهارات الحياتية.
فالأمر ربما يُنظر له بأنه مكلف للتطبيق، ولكن له الأثر في رفع مستوى جودة ما يُقدَّم من صناعة وخدمات في مملكتنا الحبيبة ويتماشى مع أهداف الرؤية 2030.
@alsheddi