DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

7 أخطاء للمتنزهين.. تدمر الغطاء النباتي والحياة الفطرية

نشر الوعي البيئي وتفعيل العقوبات بحق المخالفين ضرورة

7 أخطاء للمتنزهين.. تدمر الغطاء النباتي والحياة الفطرية
حذر مهتمون بالسياحة الصحراوية والبيئة من 7 أخطاء يرتكبها بعض المتنزهين أثناء خروجهم للبر، وتشمل التفحيط، ودهس النباتات، والاحتطاب، والنفايات، وإلقاء العبوات البلاستيكية بالمساحات الفضاء وبين النباتات، وكذلك إلقاء المواد السامة والنفايات بالمياه، إضافة لإشعال النيران على الأرض خلال تلك الفترة، التي تشهد توافدا على البيئة الصحراوية في فصل الشتاء.
وأكدوا أهمية تعاون فئات المجتمع بنشر الوعي والتثقيف البيئي وتفعيل العقوبات التي سنها النظام، ووضع لافتات بأهم الكائنات الحية والنباتية بالمنطقة واستخدام أكياس قماشية حفاظا على البيئة.
تخريب مواقع الحيوانات البرية والطيور
أكد المرشد السياحي والرحالة خالد البدنة، أن محافظة الأحساء تتسم بتنوع طبيعتها البيئية الخلابة، من صحاري وجبال وبحار ومناطق زراعية، كما تتميز باتساع مساحتها التي تمتد من الخليج العربي حتى الربع الخالي، ما منحها تعددا في المواقع والوجهات البيئية؛ كبحيرة الأصفر وجبل القارة وجبل الأربع وجبل الشعبة ومنتزه محافظة الأحساء الوطني، إضافة إلى شاطئي العقير التاريخي وسلوى، والمزارع المتنوعة والكثبان الرملية الممتدة التي تحيط بالمحافظة.
وأضاف أن هناك العديد من السلبيات التي نشهدها للأسف من بعض المتنزهين، وفي مقدمتها عدم المحافظة على النظافة بشكل عام، خاصة في المناطق البيئية، وعدم إدراك ما تسببه المخلفات من ضرر بيئي وجمالي.
وأوضح أن الممارسات الخاطئة تشمل التفحيط بالسيارات، ودراجات الدفع الرباعي في المناطق الصحراوية أو الجبلية، مما يتسبب في تدمير للغطاء النباتي، وقد يصل إلى تدمير أماكن تكاثر بعض الحيوانات والطيور، مشيرا إلى أن الأنشطة السلبية تشمل أيضا إشعال النيران بشكل مباشر على الأرض، وعدم إطفائها قبل مغادرة الموقع بالشكل الصحيح، ولكي نتخلص من تلك السلبيات نحتاج للتعاون والجدية من جميع فئات المجتمع، بنشر الوعي والتثقيف البيئي بجميع الطرق الممكنة، وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي بطرق حديثة ومبتكرة، وتفعيل العقوبات التي سنها النظام والقانون بشكل متدرج من قبل الجهات ذات الاختصاص.
وأكد أن الآثار التخريبية التي يتسبب بها الإنسان في وقت قصير جدا، تحتاج البيئة لسنوات عديدة من أجل استعادة عافيتها وجمالها، مشيرا إلى أن بعض المواقع شهد تقلصا في الغطاء النباتي، وأخرى اختفت منها الطيور والحيوانات البرية، بسبب التدمير غير الواعي أو المدرك للنتائج، والتصرف غير المسؤول.
تحويل البيئة الصحراوية لحاوية نفايات كبيرة
أوضح المهندس البيئي باقر الموسى، أن أفضل وسيلة للحفاظ على أماكن التنزه البرية هي إدراك الدور المهم الذي تلعبه هذه الأماكن في حياتنا، والتي من بينها الترويح عن النفس، فالكثير منا يتحين فرصة انخفاض درجات الحرارة ليبدأ في موسم «طلعات البر» و«التخييم» و«الكشتات»، والتي يتخذها الكثير منا وسيلة للقاء الأحبة وكسر الروتين اليومي، والابتعاد عن ضغوطات الحياة، ويأتي السؤال الجوهري هنا: ماذا لو فقدنا هذه الأماكن؟ ماذا لو لم يعد بإمكاننا العثور على أماكن برية قريبة صالحة للتنزه والترويح عن النفس؟ ترى كيف ستصبح حياتنا؟
وأضاف: لعل البعض منا يستبعد أن يحدث ذلك ويعتبر أن في الكلام شيئا من المبالغة، لكن ذلك وارد، خاصة إذا تجاهلنا الآثار المدمرة لبعض تصرفاتنا وأعمالنا في تلك الأماكن، فعندما نتعامل مع «البر» على أنه مجرد حاوية نفايات كبيرة لا يضر أن ترمي فيها ما تشاء من علب بلاستيكية وعبوات زجاج ومعدن وأكياس وبقايا زيوت وغيرها، سيغدو البر يوما حاوية نفايات حقيقية.
وتابع: «المتنزهات البرية»، على سبيل المثال لا الحصر، تحوي المئات والآلاف من علب البلاستيك وقناني المشروبات التي يتركها المتنزهون وراءهم لتجد طريقها لاحقا إلى جحور الكائنات الفطرية في ذلك المكان، مما يتسبب في اختناق بعضها ونفوقه، بالإضافة إلى فتات الزجاج والذي يتسبب في جرح مرتادي تلك الأماكن فضلا عن الحيوانات الموجودة فيها.
الاحتطاب الجائر وحرق النباتات
قال الناشط البيئي مؤسس منصة ومبادرة أغصان الزراعية، أحمد الغدير، إنه في كل عام تنشط لدينا النزهات البرية والمخيمات الشتوية، وهي عادة اجتماعية جميلة، ولكن الأجمل أن نترك المكان جميلا كما كان بل وأفضل، مشيرا إلى أن أهم ما يواجه البر من تحديات هو الاحتطاب الجائر، وحرق النباتات والصيد الجائر للحيوانات البرية بمختلف أنواعها، وترك المخلفات، خاصة التي لا تتحلل أو تلوث التربة وتؤثر سلبا على الكائنات الحية والنباتات البرية. وأضاف: أولت المملكة اهتماما بالغا بالحفاظ على البيئة، وضمن رؤية 2030 للمملكة، اهتمت بالغطاء النباتي وأطلقت مبادراتها النوعية العالمية، السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، مشيرا إلى أهمية أن نكون جزءا من هذه المبادرات، وأن نحافظ على ما تبقى من الحياة البرية والغطاء النباتي دون عبث.
وبيَّن: يمكننا أن نسهم بفاعلية مع الجهات المسؤولة عن تنمية الغطاء النباتي كالمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، من خلال توزيع شتلتين أو أكثر على المخيمين والمتنزهين لغرسها والعناية بها بطرق حديثة تضمن استدامتها، وتحفزهم على المشاركة في تنمية الغطاء النباتي، كالآراك والأثل والغاف الخليجي والطلحيات، وهي نباتات برية محلية، وكذلك توزيع بعض البذور البرية المحلية عليهم، وتكون مزودة بطرق نثرها بشكل صحيح وتكون ضمن الفعاليات التي يمارسونها أثناء تنزههم، وأن توضع لافتات بأهم الكائنات الحية والنباتية التي تسكن المنطقة وبعض المعلومات البسيطة عنها، والتي تثري المتنزهين وتجذب انتباههم وتحفزهم للحفاظ عليها، مثل الضار أو السام أو ما أوشك على الانقراض منها.
كما اقترح إلزام المتنزهين باستخدام أكياس قماشية حفاظا على البيئة من تلوثها، وأن يحملوها معهم بعد انتهاء النزهة، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي منصة مهمة لنشر وتثقيف الناس، وينبغي استغلالها بشكل مناسب.
تفعيل دور الإعلام في التثقيف والإرشاد
قالت المرشدة السياحية سارة اللقمان، إن السياحة من أكثر الصناعات نموا في العالم، وتعد السياحة الطبيعية البيئية أهم أنواعها، مشيرة إلى أن الصحاري العربية تمتاز بتنوع بيولوجي، يتمثل في مجموعة من أنواع النباتات والحيوانات، ما يعطي فرصة لاستقطاب السياح الذين يبحثون عن الهدوء والسكينة، والاستمتاع بأشعة الشمس، وخاصة في فصل الربيع.
وأضافت: الميزة الأكثر جاذبية في الصحراء أنها تحتوي على الجمال في كل الأوقات، صباحا ومساء وليلا، وهي موطن للأنظمة البيئية الرائعة والمناظر الطبيعية، والأنشطة الرياضية المختلفة، مشيرة إلى ضرورة أن يدرك المجتمع أهمية المحافظة على الثروات الطبيعية، والحد من تدمير النظم البيئية بشتى أنواعها، إذ إن التدهور البيئي يؤثر على صحة الحيوانات والبشر والنباتات.
وبينت أن قضية التلوث البيئي أمر يؤرق العالم بأكمله، لما لها من تبعات على المديين القريب والبعيد، لذا يجب توعية الناس بمدى خطورة هذا الأمر، مشيرة إلى أهمية دور الإعلام في توعية الناس بمخاطر التلوث البيئي وأثره على صحة الكائنات الحية.
وقالت: من أبرز المواقع في محافظة الأحساء: بحيرة الأصفر، التي تتطلب الاهتمام بها وعدم تلويثها بالمواد السامة والنفايات، مع ضرورة الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، وتعزيز إعادة التدوير السليم بيئيا والحفاظ على الموارد الطبيعية ومعالجتها.
تراكم النفايات صورة غير حضارية
ذكر المرشد السياحي هاني الناجم، أن محافظة الأحساء تتميز بامتلاكها عددا من المقومات البيئية المهمة، والتي تتيح تنوعا في الخيارات السياحية، ولكن للأسف لوحظ في الآونة الأخيرة تراكم النفايات في بعض الأماكن، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على المواطن والبيئة، ويعكس صورة غير حضارية في ظل التطور الذي نعيشه.
وقال: الإسلام حث على المحافظة على البيئة، حماية لمصلحة الفرد والمجتمع، وحفاظا على التوازن الطبيعي، وللحد من ظاهرة العبث والتخريب بالبيئة البرية يجب تكثيف دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ووضع البرامج والإرشادات التي تحث على المحافظة على البيئة البرية، وكذلك جمع المخلفات ووضعها في الأماكن المخصصة لها، وإدراج مادة خاصة بالبيئة في مناهج التعليم المبكرة «المرحلة الابتدائية»، كما هو معمول به الآن في المرحلة الثانوية، مع تكثيف الجولات الميدانية، ووضع قوانين صارمة للحد من ظاهرة العبث والتخريب.